للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اسماعيل في الصلح، وقدم الشرف ابن التيتي (١) والأصيل الاسعردي الخطيب، واطلق المغيث ابن الصالح وركب وخطب للصالح نجم الدين أيوب بدمشق، ولم يبق إلا أن يتوجه المغيث الى مصر، ورضي الصالح أيوب ببقاء دمشق على الصالح اسماعيل بعد أن سلّم اليه ولده المغيث عمر، فأفسد السامري وزير الصالح اسماعيل الحال (٢) وقال للصالح اسماعيل هذا خاتم سليمان ولا تخرجه من يدك، فتقدم الملك، فتوقف الأمر ولم ينتظم الصلح، ومنع المغيث من الركوب وحبس في برج بالقلعة وفسدت الأحوال، فكتب الصالح أيوب الى الخوارزمية فعبروا الفرات وانقسموا قسمين، قسم جاء الى بقاع بعلبك وقسم على غوطة دمشق، ونهبوا وسبوا وقتلوا، وسد الصالح اسماعيل أبواب دمشق وجاء (٣) الخوارزمية فنزلوا غزة.

قال أبو المظفر (٤) كنت في سنة إحدى وأربعين بمصر عند الصالح أيوب فاستأذنته في السفر الى الاسكندرية، فأذن لي، فقدمت الاسكندرية فوجدتها كما قال الله ذات قرار ومعين، معمورة بالعلماء، معمورة بالأولياء [الذين هم في الدنيا شامة] (٥) مثل الشيخ محمد القباري، والشاطبي، وابن أبي شامة، ووجدتها [أولى] (٦) بقول ابن القيسراني (٧) رحمه الله في [وصف] (٨) دمشق، حيث يقول: [البسيط]

(٥٧ أ) أرض تحلّ الأماني من أماكنها ... بحيث تجتمع الدنيا وتفترق

إذا شدا الطير في أغصانها وقفت ... على حدائقها الأسماع والحدق


(١) البلتي، في مرآة الزمان ٨/ ٧٤١، غير اننا لم نقع على مثل هذا الاسم في بعض المصادر الايوبية، فابن واصل ذكر أن الرسول من جهة الملك الصالح اسماعيل كان جلال الدين الخلاطي، ومن قبل الملك الصالح نجم الدين أيوب من مصر كان الخطيب أصيل الدين الاسعردي. أنظر مفرج الكروب ٥/ ٣٢٨، وفي النجوم الزاهرة ٦/ ٣٢٢ ما يشبه ذلك.
(٢) يورد ابن واصل سببا آخر لانتقاض الصلح بين الصالحين، ذكر له رسول الملك الصالح إسماعيل جلال الدين الخلاطي ومفاده أنّ الملك الصالح نجم الدين أيوب بعث بكتاب الى الخوارزمية يحثهم فيه على الحركة ويذكر لهم أنه إنما أظهر الصلح مع عمه ليخلص ابنه الملك المغيث من يده وانه باق على عداوة عمه ولا بد من قصده وأخذ دمشق منه. أنظر مفرج لكروب ٥/ ٣٣١، وفي النجوم الزاهرة ٦/ ٣٢١ - ٣٢٢ ما يشبه ذلك.
(٣) في الأصل: جاءوا.
(٤) قارن في مرآة الزمان ٨/ ٧٤١.
(٥) التكملة من المصدر السابق.
(٦) التكملة من مرآة الزمان ٨/ ٧٤١.
(٧) هو محمد بن نصر أبو عبد الله العكاري ويقال له ابن صغير القيسراني الشاعر المشهور، توفي في دمشق سنة ٥٤٨ هـ‍. راجع الوافي ٥/ ١١٢.
(٨) التكملة من مرآة الزمان ص ٧٤٢.

<<  <   >  >>