للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى أطلقت من الحبس وتزوجت بابن صاحب حمص (١) الملك الأشرف، وسافر بها الى الرحبة وتلّ باشر، فتوفيت هناك سنة ثلاث وخمسين وستمائة. وظهر لها بدمشق من المال والذخائر والجواهر واليواقيت وغير ذلك ما يساوي ستمائة ألف درهم غير الأملاك والأوقاف، ومع هذا كانت فاضلة صالحة دينة عفيفة. لها تصانيف ومجاميع وتواليف وغير ذلك رحمها الله تعالى.

وفيها مات الشيخ الإمام العالم العلاّمة، تقي الدين أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن ابن عثمان ابن الصلاح (٢)، الفقيه المحدث المفتي. كان مقيما بالقدس الشريف ثم قدم دمشق لما خرب القدس، وأقام بدمشق، ودرس بها وسمع الحديث وأسمعه. وولاه الأشرف دار الحديث الأشرفية، وكان يفتي ويناظر. وله التصانيف الكثيرة من جملتها «علوم الحديث» و «أشكال الوسيط» (٣) وغيره. مولده سنة سبع وسبعين وخمسمائة هجرية بشهرزور. ومات ليلة الأربعاء خامس عشري ربيع الآخر وصلي عليه بجامع دمشق، ودفن بمقابر الصوفية.

وكان قد سافر البلاد، فسمع بنيسابور، منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد ابن أبي الفضل الفراوي، وكان ابن الصلاح يقول للفراوي ثلاث كنى: أبو الفتح وأبو القاسم وأبو بكر. وسمع أيضا المؤيد ابن محمد بن علي الطواسي، وأبي بكر القاسم ابن الإمام أبي سعد عبد الله بن أحمد بن (٦٤ أ) عمر الصفّار ومحمد وأبا المظفر عبد الرحيم ابن أبي سعيد عبد الكريم بن محمد السمعاني وعمر بن طبرزد وغيرهم.

قال أبو المظفر (٤) وزارني يوما بتربة حسن (٥)، على نهر ثورا في أيام المعظم (٦)، وقال إسأله أن يعطيني مدرسة، قال وكان المعظم يكرهه، فما زلت حتى استصلحته له، وأنشدني في ذلك اليوم لغيره. [مجزوء الكامل]


(١) هو الملك الأشرف مظفر الدين موسى الثاني بن الملك المنصور ناصر الدين إبراهيم بن شيركوه الثاني، توفي في سنة ٦٦٢ هـ‍. أنظر معجم الأنساب والأسرات الحاكمة ص ١٥٣.
(٢) قارن الشبه في الإيراد في ترجمته في مرآة الزمان ٨/ ٧٥٧ ووفيات الأعيان ٣/ ٢٤٣ - ٢٤٥، وراجع ترجمته أيضا في: طبقات الشافعية الكبرى ٥/ ١٣٧، ذيل الروضتين ص ١٧٥، العبر ٥/ ١٧٧، البداية والنهاية ١٣/ ١٦٨، دول الإسلام للذهبي ٢/ ١٤٩.
(٣) وله إشكالات على كتاب الوسيط في الفقه، في وفيات الأعيان.
(٤) قارن في مرآة الزمان ٨/ ٧٥٨.
(٥) حسين، في المصدر السابق.
(٦) هو الملك المعظم شرف الدين عيسى. تولى الحكم بدمشق سنة ٦١٥ هـ‍ وحتى سنة ٦٢٤ هـ‍. أنظر ذيل الروضتين ص ١٥٢.

<<  <   >  >>