للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحنبلي، المقدسي الذي عمّر دار الحديث بقاسيون عند الجامع المظفري. كان إماما فاضلا، زاهدا عابدا، ورعا. كانت (٦٥ ب) وفاته في جمادى الآخرة، ودفن بقاسيون. سمع الكثير من الحديث وأسمعه.

وفيها مات الفلك المسيري (١)، وزير العادل بمصر يوم الجمعة تاسع رجب، وكانت له عنده المنزلة العالية. وكان صدرا كبيرا محتشما، وافر الحرمة ظاهر الحشمة، كثير التيه والصلف، رسم الملك الأشرف عليه واحتاط على موجوده في سنة أربع وثلاثين وستمائة لكونه نقل إليه عنه أنّه يكاتب أخاه الكامل (٢). وكان له عنده حظ وافر مع أنه كان يستجهله وفيه يقول القائل:

صعب القيادة يا فلك ... تنقاد لك

أيش هو فلك وأيش هي مسير ... حتى يجي منها وزير

والله ولا راعي حمير ... كنت أجعلك

ترضي غلامك بالنهار ... مرات وباليل ذا مرار

بالصاحب أزعق لي جهار ... قع طز في جوف لحيتك

اسمك مقار ما تعر به ... والمال بالقول تحسبه

والسرج بالصاد تكتبه ... ما أجهلك

(٦٦ أ) لو كان في الدنيا خبير ... كان ركبك فوق الحمير

والبوق خلفك والنفير ... وأنا انذلك

خلي القيادة والفضول ... كم ذا تخاصم كم تصول

وتدعي أنك رسول ... من أرسلك

لو كنت أملك يا قبق ... أمرك جعلتك في الحلق

عريان وفي عنقك حلق ... وأنا أنطلك

وفيها مات عبد الله بن نصر بن علي التنوخي، أبو محمد الدمشقي الصوفي نزيل الفيوم


(١) هو الصاحب الوزير فلك الدين عبد الرحمن بن هبة الله المسيري وزير الملك العادل. قارن ترجمته في الوافي ج ١٨، الورقة (١١١ ظ) والذي يبدو أن ابن دقماق أخذ عنه الترجمة حرفيا. وانظر الشذرات ٥/ ٢٢١.
(٢) في الأصل: العادل، التصويب من الوافي ج ١٨ الورقة (١١١ ظ).

<<  <   >  >>