للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والربط وأرباب البيوت بما جملته أربعون ألف درهم، وببعلبك بعشرين ألف، وببصرى كذلك. وخلع على أعيان أهل دمشق الخلع السنية، وتوجه الى مصر وتصدق في [القدس] (١) بألفي دينار مصرية وأمر بعمارة سور القدس وذرعه، فكان ستة آلاف ذراع بالهاشمي، فقال: اصرفوا مغل القدس في عمارته، وإن احتاج الزيادة على ذلك أرسلت اليه من مصر.

وفيها أرسل الناصر داوود الى فخر الدين ابن الشيخ يستعطفه ويخضع له، فوقع الاتفاق على أن يسلم من عنده من الخوارزمية وحضر أكابر الخوارزمية الى خدمة الامير فخر الدين، فلما وصلوا إليه أخلع عليهم وأحسن إليهم، ورحل عن الكرك في الوقت، وكبار الخوارزمية في خدمته، فحصل له ضعف، فحمل في محفة الى الديار المصرية (٢).

وفيها بعث الصالح نجم الدين أيوب، الصاحب جمال الدين ابن مطروح الى دمشق وزيرا وأميرا، وأنعم عليه بسبعين فارس بالشام (٣). (٦٨ ب) وفيها ختن الإمام المستعصم ولديه، وانفق على الطهور ماية ألف دينار، كان فيه من الخراف الشواء، ألف وخمسمائة رأس.

وفيها أخذوا (٤) الفرنج مدينة شاطبة من بلاد الاندلس، ثم أجلوا عنها أهلها.

وفيها وصلت الاخبار من البحر صحبة مركب وصل من صقلية الى الاسكندرية، أن البابا غضب على الابرور (٥)، وعامل خواصه الملازمين على قتله، وكانوا ثلاثة، وقال قد خرج الأبرور عن دين النصرانية ومال الى المسلمين فاقتلوه وخذوا بلاده لكم. وأقطع كل واحد منهم مملكة (٦)، فكتب أصحاب الأخبار بذلك الى الابرور، فعمد الى مملوك له فجعله مكانه على التخت وأظهر أنه شرب دواء، وأرسل الى الثلاثة، فجاءوا والمملوك نائم على


(١) التكملة من مرآة الزمان ٨/ ٧٦٣.
(٢) أنظر ما يشبه هذا الخبر عند ابن العميد في:
B .E .O,T .XV .p .١٥٧
والسلوك ج ١ ق ٢ ص ٣٢٦.
(٣) انظر ما يشبه ذلك الخبر في السلوك ص ٣٢٦.
(٤) كذا في الأصل والصواب أخذ، وقارن ما يشبه هذا الخبر في دول الإسلام للذهبي ٢/ ١٥١.
(٥) كذا في الأصل والمقصود بها الأمبراطور (الأنبرور)، وهو الأمبراطور فردريك الثاني Frederick الذي كان على خلاف مع البابا انوسنت الرابع Innocent IV وسبب هذا الخلاف يعود الى طرد الاميراطور فردريك للبابا بالقوة من إيطايا، أنظر في Runciman :The Crusades,V .٣ P .٢٥٦ : وأيضا السلوك ج ١ ق ٢، ص ٣٢٧.
(٦) فأعطى واحد صقلية والآخر تصقانة والآخر بولية، في مرآة الزمان ٨/ ٨٦٢. وانظر أيضا السلوك ص ٣٢٧ والمختار من تاريخ ابن الجزري ص ٢٠٤.

<<  <   >  >>