للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحكى عنه، أنه كان له منجّم ينجم له على عادة التتار بلوح الكتف من عظم الخروف، والخوارزمية أكثرهم يعرفوا (١) هذا العلم وهو عندهم مثل الرمل عند العرب، حتى أنهم يخرجوا (٢) منه الضمير، ويخبروا (٣) بأشياء يمكن وقوعها، فكان من جملة ما أخبره المنجم، أنه يملك مدينة حلب ويطلع إليها في الشهر الفلاني من السنة الفلانية، فاطمأن بركة خان (٦٩ ب) لذلك، ثم حرر عليه المسألة فقال له في اليوم الفلاني، قال المخبر: فو الله كان في ذلك اليوم بعينه طلوع رأس بركة خان في قلعة حلب وعلقت على الباب (٤).

وفيها مات الأمير عماد الدين داوود ابن الأمير عز الدين موسك. كان فخر الدين ابن الشيخ قد شفع فيه الى الناصر داوود، فأخرجه من الحبس، وكان في حلقة خراجة، فبطّوها بغير اختياره، فمات بالكرك وحمل الى مسجد جعفر ابن أبي طالب، فدفن هنالك.

قال أبو المظفر (٥) رحمه الله: لقد جمع بين الأصالة والجلالة والفتوة والعصبية، والنفس الطاهرة الزكية، وكان الناصر قد اتهمه بالرواح الى مصر.

وفيها مات الإمام العالم، صائن الدين محمد (٦) بن حسان ابن رافع العامري، إمام المصلى بقصر حجاج بدمشق. كان له سماعات كثيرة، سمع الخشوعي والحافظ أبا محمد، وأبا اليمن الكندي والقاضي أبا القاسم وأبا حفص ابن طبرزد، وحنبلا وغيرهم. وسمع منه خلق، رحمه الله تعالى.

وفيها مات السلطان الملك العادل (٧)، وسببه أنه كان محبوسا بقلعة الجبل في برج العافية، وأراد الصالح أيوب الخروج الى الشام وخاف أن يخرج ويخليه بالقلعة، يخاف من عائلته، فقصد إرساله الى قلعة الشوبك، فأرسل اليه فامتنع من الخروج، فأمر الصالح جماعة من الخدام أن يتوجهوا اليه ويخنقوه، فتوجهوا وخنقوه، وأشاع (٧٠ أ) الخبر أنه مات وأظهر عليه الحزن وأخرج ولده الملك المغيث عمر وأرسله الى قلعة الشوبك واعتقله بها.


(١) كذا في الأصل والصواب يعرفون.
(٢) كذا في الأصل والصواب يخرجون.
(٣) كذا في الأصل والصواب يخبرون.
(٤) تشابه من الإيراد مع ابن الجوزي، قارن في مرآة الزمان ٨/ ٧٦٤.
(٥) قارن المصدر السابق ص ٧٦٥.
(٦) قارن ترجمته في ذيل الروضتين ص ١٧٩ التي يبدو أن ابن دقماق أخذها عنه.
(٧) أورد ابن واصل خبر مقتله في سنة ٦٤٥ هـ‍ أما ابن الجوزي فأورده في سنة ٦٤٦ هـ‍، أنظر: مفرج الكروب ٥/ ٣٧٩ ومرآة الزمان ٨/ ٧٧٢ وشفاء القلوب ص ٣٦٥ - ٣٦٧.

<<  <   >  >>