للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مريضا] (١) في المحرم ونادى في مصر، من كان له علينا أو عندنا حق فليحضر ليأخذ حقه، فطلع الناس وأخذوا ما كان لهم.

وفيها ورد كتاب الصالح على نائبه بدمشق جمال الدين ابن يغمور، يأمره بخراب دار أسامة، وقطع شجر بستان القصر [الذي للناصر داود] (٢) بالقابون (٣)، وخراب القصر فتوقف مدة ثم جاءته كتب عدة، وأخرب الدار والقصر وقطع الشجر (٤).

وفيها مضى الملك الأمجد أبو علي الحسن ابن الناصر داوود من الكرك الى مصر، وسلم الكرك الى الصالح أيوب في جمادى الآخرة (٥)، فأعطاه مالا وأخرج الصالح من الكرك بنات المعظم وعياله، وأم الناصر وجميع من كان فيه، وبعث إليه ألف ألف دينار وذخائر وأسلحة وجواهر وأشياء كثيرة (٦).

وفيها وصل ملك الفرنج إفرنسيس (٧) الى دمياط بمراكب كثيرة، فسار السلطان ونزل قريب المنصورة، فبلغه أن عساكر الفرنج قد احتاطوا بدمياط (٨).

وفيها وصل كتاب (٩) إفرنسيس ملك الفرنج الى السلطان الملك الصالح، ومضمونه بعد كلمة كفرهم، ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله: أما بعد، فإنه لم يخف عنك أنني أمين الأمة العيسوية، وكما أنا أقول إنك أمين الأمة المحمّدية. وأنه غير خاف


(١) التكملة من مرآة الزمان ٨/ ٧٧٢ وقارن أيضا التشابه في الإيراد.
(٢) التكملة من النجوم الزاهرة ٦/ ٣٦٢.
(٣) القابون: موضع بينه وبين دمشق ميل واحد في طريق القاصد إلى العراق، في وسط البساتين. أنظر معجم البلدان ٤/ ٥.
(٤) في عيون التواريخ ٢٠/ ٢٩ ما يشبه ذلك.
(٥) حول أسباب تسليم الكرك إلى الصالح أيوب، أنظر تفاصيل ذلك في السلوك ج ١ ق ٢ ص ٣٣٨.
(٦) تشابه في الإيراد مع ابن الجوزي، قارن في مرآة الزمان ٨/ ٧٧٣ وعيون التواريخ ٢٠/ ٢٩ - ٣٠.
(٧) وردت تسميته في أغلب المصادر العربية «رايد افرنس» وهي كلمة أجنبية مركبة Roi de France ، والمقصود بها هنا هو الملك لويس التاسع Louis IX.
(٨) تورد بعض المصادر التاريخية خبر نزول الفرنج على دمياط واحتلالها في سنة ٦٤٧ هـ‍ / ١٢٤٩ م، أنظر: المختصر في أخبار البشر ٣/ ١٧٨، السلوك ج ١ ق ٢ ص ٣٣٣، النجوم الزاهرة ٦/ ٣٢٩،
و Stevenson :The Crusaders in the East P .٣٢٥.
Runciman :The Crusades,V .٣, P .٢٦٢.
(٩) قارن نص هذا الكتاب في السلوك ج ١ ق ٢، ص ٣٣٤.

<<  <   >  >>