للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأمير سليمان العزيزي وجماعة. فلما هربوا (١) هؤلاء ضعف قلب من بقي من جماعته، وأن الأمراء الذين حضروا الى عند عز الدين أيبك أشاروا عليه بالحملة يدا واحدة على صناجق الملك الناصر، فقبل مشورتهم وحمل على صناجق الملك الناصر، فلم يجدوه، وأنه حسب هذه الفعلة فخرج من تحت الصناجق بجماعة قليلة (٨٤ ب) فلما لم يجده عز الدين، عاد خائبا فقوى عليه الشاميون وتبعوه بالقتل والنهب ففرحوا (٢) الأمراء القيمرية بذلك، وأرادوا الحملة، فوجدوا جماعتهم تفرقوا للكسب والنهب. فلما نظر عز الدين الى ذلك حمل عليم، وصبروا (٣) القيمرية وهم الأمير بدر الدين لؤلؤ والأمير حسام الدين والأمير ضياء الدين، والأمير تاج الملوك ابن الملك المعظم. وقتل الأمير شمس الدين الحميدي والأمير بدر الدين الزرزاري وأسر جماعة من أكابر دولة الملك الناصر، منهم المعظم تورنشاه ابن صلاح الدين وأخيه ناصر الدين محمد، والملك الصالح اسماعيل ابن العادل، والملك الأشرف صاحب حمص، والأمير شهاب الدين القيمري والأمير حسام الدين طرنطاي العزيزي. فلما عاين الملك الناصر ذلك أخذ معه نوفل الزبيدي وعلي السعيدي وانهزم الى دمشق، هذا ما جرى هنا. وأما الأمير جمال الدين ابن يغمور فإنه ضرب دهليز السلطان الملك الناصر على العبّاسة، وما علم بما جرى. وأما الأمير عز الدين عاد نحو الديار المصرية يوم الجمعة حادي عشري ذو القعدة ومعه الملوك والأمراء المأسورين (٤)، فلما قرب من العباسية رأى دهليز الملك الناصر مضروب (٥) وحوله جماعة من العساكر بخيامهم، فلما رأى ذلك تزايدت أفكاره، وما عرف السبب، وأنه خرج بمن معه من العساكر، وطلب طريق العلاقمة (٦) خوف (٧) من واقعة وقعت بالديار المصرية، وما مكن أحد من التوجه الى ذلك الدهليز خوف (٨) أن يؤخذ خبره (٨٥ أ) أين توجه. وأما أهل الدهليز فإنهم بلغهم ممن عبر عليهم من المصريين ما جرى، فأرموا الدهليز وساروا الليل والنهار الى مأمنهم، وأما الأمير عز الدين فإنه لما وصل العلاقمة قعد بها ساعة وتوجه الى بلبيس فنزل عليها ثم رحل ودخل الى الديار المصرية ومعه


(١) كذا في الأصل والصواب: هرب.
(٢) كذا في الأصل والصواب: ففرح.
(٣) كذا في الأصل والصواب: وصبر.
(٤) كذا في الأصل والصواب: المأسورون.
(٥) كذا في الأصل والصواب: مضروبا.
(٦) العلاقمة: مدينة في شرقي مصر قريبة من بلبيس، أنظر معجم البلدان ٣/ ٧١٠.
(٧) كذا في الأصل والصواب: خوفا.
(٨) كذا في الأصل والصواب: خوفا.

<<  <   >  >>