للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر إنفراد الأمير عز الدين أيبك بالمملكة وجلوسه على تخت الملك.

قد تقدم ذكر سلطنة الملك الأشرف موسى، وان الامراء البحرية قدّموا الأمير عز الدين وجعلوه أتابك العساكر، ودام الحال على ذلك الى هذه السنة، فامتدت أطماع ملوك الشام الى قصد الديار المصرية، ثم تبع ذلك الارجاف (١) بما تواتر من حركة التتار ودخول هولاكو بلد العراق (٢). وكان الملك الأشرف مهتدم الجانب لصغر سنه فاجتمعت الأمراء واتفق الأمراء على استقلال الأمير عز الدين [أيبك] (٣) بالملك وجلوسه على انفرادها، فتسلطن وسمي بالملك المعز، وانفرد بأمورها وقام بتدبيرها وأزيل عن الأشرف اسمها (٤). ولما استقل الملك المعز شرع في تحصيل (٩٣ أ) الأموال واستخدام الرجال، فاستوزر شرف الدين هبة الله بن صاعد الفائزي، فقدر أموالا على التجار وذوي العقار، ورتب مكوسا وضمانات وسماها حقوقا ومعاملات (٥) واستقرت وتزايدت.

وفيها أمّر الملك المعز أيبك جماعة من مماليكه.

وفيها وصل من بغداد الى الديار المصرية، الشيخ نجم الدين البادرائي رسولا (٦) من عند الخليفة المستعصم ليصلح ما بين الملك الناصر [يوسف] (٧) صاحب الشام وبين الملك المعز صاحب مصر، فتقرر الصلح وترتب (٨).

وفيها وصلت ابنة السلطان علاء الدين كيقباذ ابن كيخسرو، صاحب الروم الى دمشق مخطوبة من الملك الناصر فبنى بها ودخل عليها (٩).


(١) الأرجاف: هو خوض القوم بالاخبار السيئة والفتن. لسان العرب ٩/ ١١٣ مادة «رجف».
(٢) انظر ما يشبه ذلك في مرآة الزمان ٨/ ٧٨٧ والنجوم الزاهرة ٧/ ٢٥ ويتوسع أكثر في السلوك ج ١ ق ٢، ص ٣٨٣.
(٣) الزيادة للايضاح.
(٤) في السلوك ج ١ ق ٢، ص ٣٨٤ ما يشبه ذلك، أما في المختصر في أخبار البشر ٣/ ١٩٠ فإنه ورد مثل هذا الخبر في سياق سنة ٦٥٢ هـ‍ عقب مقتل الأمير اقطاي. وأنظر ما يشبه ذلك في النجوم الزاهرة ٧/ ١٢.
(٥) سماها الحقوق السلطانية والمعاملات الديوانية، في السلوك ج ١ ق ٢، ص ٣٨٤.
(٦) أنظر خبر هذه السفارة في السلوك، ص ٣٨٤ ومرآة الزمان ٨/ ٧٨٩، وابن العميد في:
B .E .O,T .XV,P .١٦٤
والمختصر ٣/ ١٨٦، والنجوم الزاهرة ٧/ ٢٥، ومن الملاحظ أن كافة هذه المصادر ذكرت خبر تلك السفارة في سنة ٦٥١ هـ‍.
(٧) الزيادة للايضاح.
(٨) يذكر ابن العميد أنه تقرر في هذا الصلح أن يأخذ الملك المعز من بلاد الملك الناصر القدس الشريف وبلاده وغزة وبلادها وجميع البلاد الساحلية الى حدود نابلس وأن يطلق المعز كل من آسره من الملوك والامراء الذين أسرهم في معركة الكراع: أنظر في:
B .E .O,T .XV,P .١٦٤
وأيضا ما يشبه ذلك في السلوك ج ١ ق ٢، ص ٣٨٥ - ٣٨٦، المختصر ٣/ ١٨٦، النجوم الزاهرة ٧/ ١٠.
(٩) ذكرت أغلب المصادر خبر وصول بنت السلطان علاء الدين الى دمشق وزواجها من الملك الناصر يوسف في سياق احداث سنة =

<<  <   >  >>