للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفيها مات الشيخ أبو الفضائل الحسن بن محمد بن الحسن ابن حيدر الصغاني (١) اللغوي. كان عالما باللغة وله فيها مصنفات.

وفيها مات بمصر الشريف أبو عبد الله محمد ابن الحسين الأرموي (٢) الفقيه الشافعي المعروف بقاضي العسكر، تولى نقابة الأشراف وقضاء العسكر، وترسل الى بغداد وغيرها، وصحب شيخ الشيوخ أبا الحسن ابن حموية وتفقه عليه. وكان من الرؤوسا المذكورين والفضلاء المشهورين.

وفيها مات شمس الدين [محمد] (٣) بن سعد المقدسي الكاتب، كتب للصالح اسماعيل وللناصر داوود. وكان دينا فاضلا شاعرا ومن شعره من أبيات ينصح بها الى الصالح اسماعيل ويحذره من بطانته:

[البسيط]

يا مالكا لم أجد لي من نصيحته ... بدّا وفيها دمي أخشاه منسفكا

(٩٤ أ) إسمع نصيحة من أوليته نعما ... يخاف كفرانها إن كفّ أو تركا

والله لا امتدّ ملك مدّ مالكه ... على رعيته من ظلمه شبكا

[ترى الحسود به مستبشرا فرحا ... مستغربا من بوادي أمره ضحكا] (٤)

وزيره ابن غزال والرفيع له (٥) ... قاضي القضاة ووالي حربه ابن بكا

وثعلب وفضيل (٦) من هما وهما ... أهل المشورة فيما ضاق أو ضنكا (٧)

جماعة بهم الافات قد نشرت ... والشرع قد مات والإسلام قد هلكا

ما راقبوا الله في سر وفي علن ... وإنما يرقبون النجم والفلكا


(١) الصاغاني: نسبة الى الصاغانيان مدينة فيما وراء النهر، راجع ترجمته في: العبر ٥/ ٢٠٥، الحوادث الجامعة ص ٣٨٥، النجوم الزاهرة ٧/ ٢٦، السلوك ج ١ ق ٢، ص ٣٨٥، الشذرات ٥/ ٢٥٠، عيون التواريخ ٢٠/ ٦٦، ودول الإسلام للذهبي ٢/ ١٥٧.
(٢) في الأصل: الأموي، التصويب من السلوك ج ١ ق ٢، ص ٣٨٥، حيث ورد اسمه والقابه كاملا. وراجع ترجمته أيضا في الوافي ٣/ ١٧.
(٣) التكملة من مرآة الزمان ٨/ ٧٨٧ ويبدو أن ابن دقماق نقل الترجمة عنه مع بعض التصرف. وراجع ترجمته أيضا في: الوافي ٣/ ٩١ - ٩٢، الفوات ٣/ ٣٥٨، النجوم الزاهرة ٧/ ٢٦، وعيون التواريخ ٢٠/ ٦٧.
(٤) التكملة من مرآة الزمان، ص ٧٨٨.
(٥) في الأصل: به، التصويب كما ورد في الوافي وأيضا في الفوات المصدرين السابقين.
(٦) ثعلب وفضيل: منجمان كانا قد استوليا على الصالح اسماعيل وحسنا له فعل كل قبيح شنيع. أنظر مرآلآ الزمان ٨/ ٧٨٨.
(٧) ضنكا: من الضنك أي الضيق والشدة، أنظر لسان العرب ١٠/ ٤٦٢ مادة «ضنك».

<<  <   >  >>