للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من أمره ما سنذكره في مكانه (١).

وفيها كانت وقعة بين بركة خان ابن باطو (٢) وبين هولاكو ابن طلو (٣) ملوك التتار. قد تقدم أنّ براق سين زوجة طغان لما لم يوافقوها (٤) التتار على تمليك ولدها تران منكو، راسلت هولاكو وهو يومئذ بالعراق. فلما وصلت رسالتها تجهز وسار بجيوشه إليها، فكان وصوله بعد مقتلها وجلوس بركة على سرير الملك، فبلغ بركة وصول هولاكو، فسار بعساكره للقائه، وكان بينهما نهر يسمى نهر ترك وقد جمد ماؤه لشدة البرد، فعبر عليه هولاكو وعساكره متخطيا الى بلاد بركة. فلما التقى الجمعان واصطدم الفريقان، كانت الكسرة على هولاكو وعسكره، فولوا على أدبارهم وتكردسوا (٥) على النهر الجامد، فانفقأ من تحتهم، فغرق منهم جماعة ورجع هولاكو الى بلاده. ونشأت الحرب بينهم من هذه السنة، وصارت العداوة بين هاتين الطائفتين.

وفيها كانت وفاة السلطان أبو بكر ابن عبد الحق المريني صاحب فاس. مات حتف أنفه وقام بعده ولده عمرو وكان ولي عهده.

وفيها فتح هولاكو (٩٩ ب) قلعتين (٦) من قلاع الاسماعيلية.

وفيها مات «جرباون» (٧) أحد مقدمي الخانات الذين معه وكان جاليشه (٨). فرتب هولاكو مكانه «يجو» (٩) جاليشا.


(١) من الواضح خلط ابن دقماق بين ثورة الشريف حصن الدين بن ثعلب وبين ثورة عز الدين أيبك الأفرم الصالحي كما أشرنا سابقا.
(٢) الصواب هو ابن جوشي خان أو دشي خان كما أشرنا سابقا.
(٣) بن طولو خان بن جنكيز خان في السلوك ج ١ ق ٢، ص ٣٩٩.
(٤) كذا في الأصل والصواب يوافقها.
(٥) التّكردس: أي الانقباض واجتماع بعضه الى بعض ومعنى تكردسوا هنا: تجمعوا، أنظر، لسان العرب ٦/ ١٩٦ مادة «كردس».
(٦) تتحدث بعض المصادر التاريخية عن فتح هولاكو لاكثر من قلعتين عندما بدأ بالزحف على بلاد الاسماعيلية، من هذه القلاع قلعة «ميمون ذر» وقلعة الموت مركز الاسماعيلية. انظر الحوادث الجامعة ص ٣١٣ ومختصر الدول ص ٢٦٥.
(٧) جاء اسمه جر ماغون نوين في مختصر الدول ص ٢٥١.
(٨) الجاليش: هي راية عظيمة في رأسها خصلة من الشعر والمقصود هنا هو جاليش العسكر أي الذي يحمل الراية من القواد. أنظر صبح الأعشى ٤/ ٨.
(٩) بايجو نوين ورد اسمه في مختصر الدول ص ٢٥١.

<<  <   >  >>