للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأغاروا على حلب وساقوا الى حمص عندما سمعوا بقتل السلطان الذي كسرهم، فالتقاهم صاحب حمص الملك الأشرف وصاحب حماة [الملك المنصور] (١) وحسام الدين الجوكندار، فحمل المسلمون حملة صادقة فكان النصر ووضعوا السيف في الكفرة حتى حصدوهم (٢)، والعجب أنّه ما قتل من المسلمين سوى رجل واحد.

وفيها ولّى (٣) السلطان الملك الظاهر الأمر، علم الدين سنجر الحلبي نيابة حلب، وجهز صحبته أمراء وجعل لكل منهم وظيفة، وهم الأمير شرف الدين قيران الفخري أستادار والأمير بدر الدين جمق (٤) أمير جاندار، والأمير علاء الدين أيدمر الشهابي شاد الدواوين، وكان وصولهم الى حلب يوم السبت ثالث شهر شعبان.

وفيها استقر الأمير جمال الدين أقوش النجيبي نائب السلطنة بدمشق.

وفيها رسم السلطان الملك الظاهر بعمارة الحرم الشريف النبوي على ساكنه أفضل الصلاة والسلام والرحمة، على يد الأمير علم الدين ابن يغمور (٥).

وفيها عمر (٦) قبة الصخرة بالقدس الشريف وكانت تداعت الى الخراب والوقوع.

وفيها زاد (٧) أوقاف الخليل عليه السلام.

وفيها رسم بعمارة قناطر شبرامنت من الجيزة [لكثرة ما كان يشرق من الأراضي في كل سنة] (٨).

وفيها رسم بعمارة أسوار مدينة اسكندرية [ورتب لذلك جملة من المال في كل شهر] (٩).


(١) التكملة من المختصر ٣/ ٢٠٩.
(٢) يذكر كل من أبي الفدا المقريزي ان كسرة التتار على حمص كانت يوم الجمعة خامس محرم سنة ٦٥٩ هـ‍. أنظر المختصر ٣/ ٢٠٩ والسلوك ص ٤٤٢.
(٣) تشير بعض المصادر التاريخية أنّ سبب توليه الملك الظاهر بيبرس نيابة حلب الى الأمير علم الدين سنجر الحلبي يعود الى قيام الأمير أقوش البرلي أحد أمراء المماليك مع جماعة من المماليك الناصرية والعزيزية بالاستيلاء على حلب. أنظر المختصر في أخبار البشر ٣/ ٢١٠ - ٢١١ والنجوم الزاهرة ٧/ ١١٣.
(٤) حماق، في السلوك ج ١ ق ٢، ص ٤٥٢.
(٥) في المصدر السابق ص ٤٤٥ ما يشب ذلك وفي الروض الزاهر ص ٨٩، علم الدين الغوري.
(٦) حول عمارة قبة الصخرة أنظر السلوك ج ١ ق ٢، ص ٤٤٥، والروض الزاهر ص ٨٩.
(٧) في الروض الزاهر ص ٨٩ - ٩٠ انه كانت عدة ضياع من أوقاف الخليل عليه الصلاة والسلام قد دخلت في الإقطاع فأمر بارتجاعها وعوض الأمراء عنها ثم وقف وحبس القرية وحبس القرية والمعروفة بإذنا عليه وقفا صحيحا شرعيا وأثبته عند الحكام. أنظر أيضا ما يشبه ذلك في السلوك ص ٤٤٥.
(٨) التكملة من السلوك، ص ٤٤٦.
(٩) التكملة من المصدر السابق، وانظر أيضا في الروض الزاهر ص ٩١.

<<  <   >  >>