للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ملكه، وجاءت الأخبار بوصول التتار الى دقوقاء (١) فصادر الصالح اسماعيل جماعة من أهل دمشق اتهمهم بالميل للملك الكامل وأخذ جميع مالهم وحبس [أولاد] (٢) مزهر ببصرى (٣) [فأقاما مدة سنين ومات أحدهما في الحبس] (٤) مقيدين وأخرج الشيخ علي الحريري [من قلعة عزاز] (٥) ومنعه من دخول دمشق.

وفيها حضر فخر الدين ومحيي الدين أخوه الملك الاشرف الى عند الكامل وأخبروه أن أخوهم الصالح اسماعيل تملك دمشق بوصية من الأشرف، فتجهّز السلطان الملك الكامل بعساكره وخرج لأخذ دمشق (٦)، فلما قرب إليها قسّم الصالح اسماعيل الأبراج على الأمراء وحصنها وغلقت أبوابها، ووصل عز الدين أيبك من صرخد وجاء الكامل فنزل عند مسجد القدم وقطع المياه عن دمشق، واشتد الحصار (٧) وغلت الأسعار، ونصبوا على الأبواب المناجيق وسدّوا الأبواب جميعا إلا باب الفرج وباب النصر وردّ الكامل ماء بردى (٨) الى ثورا (٩)، وأحرق الصالح (١٠) العقيبة والطواحين (١١)، وزحف الناصر داوود الى باب توما (١٢) وعلق النقوب فيه، ولم يبق إلا فتح البلد، وقتل الأمير سيف الدين أبو بكر بن جلدك على حصار دمشق، فأرسل الصالح اسماعيل يسأل أخاه (١٣) الكامل أن يعطيه بعلبك وأعمالها مع


(١) في الأصل: دقوقا، ودقوقاء مدينة بين إربل وبغداد معجم البلدان ٢/ ٥٨١.
(٢) التكملة من مرآة الزمان ٨/ ٧١٦.
(٣) بصرى: من أعمال دمشق وهي قصبة كورة حوران مشهورة عند العرب قديما وحديثا، معجم البلدان ١/ ٦٥٤.
(٤) التكملة من مرآة الزمان ٨/ ٧١٦.
(٥) التكملة من المصدر السابق ص ٧١٧، وعزاز بليدة فيها قلعة شمالي حلب، معجم البلدان ٣/ ٦٦٧.
(٦) عند ابن العميد ما يشبه ذلك، أنظر في:
B .E .O,T .XV .P .١٤٣
(٧) حول تفاصيل حصار الكامل لدمشق أنظر: مفرج الكروب ٥/ ١٥٠ - ١٥٢، زبدة الحلب ٣/ ٢٣٥، شفاء القلوب ص ٣١٨.
(٨) في الأصل: بردا وهو أعظم أنهر دمشق فخرجه من قرية يقال لها قنوا من كورة الزبداني على بعد خمسة فراسخ من دمشق، معجم البلدان ١/ ٥٥٦.
(٩) ثورا: أحد متفرعات نهر بردى، المصدر السابق ص ٥٥٧.
(١٠) في الأصل الكامل وهو خطأ لأن الذي أمر بحرق العقيبة والطواحين هو الملك الصالح اسماعيل. أنظر خبر ذلك في مرآة الزمان ٨/ ٧١٧ ومفرج الكروب ٥/ ١٥١ والمختصر في أخبار البشر ٣/ ١٦٠، شفاء القلوب ص ٣١٨.
(١١) العقيبة والطواحين من أحياء دمشق، أنظر زبدة الحلب ٣/ ١٥٠. حاشية رقم (١) والسلوك ج ١ ق ١ ص ٢٩٨.
(١٢) باب توما أو توماء: أحد أبواب مدينة دمشق، معجم البلدان ١/ ٤٤٣.
(١٣) في الأصل: أخيه.

<<  <   >  >>