للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التَّذْكِرةُ والاعْتِبَارُ والانْتِصَارُ للأبْرَارِ (١)

للعلّامة أحمد بن إبراهيم الواسطيّ المعروف بابن شيخ الحَزَّامين (٧١١)

الرَّحِيمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ بِسْمِ

الحمدُ لله وسبحان الله وبحمده، وتقدَّس في عُلُوِّه وجلاله، وتعالى في صفات كماله، وتعالى في سُبُحات فردانيَّتِهِ وجماله، وتكرّم في إفضاله نَواله، جَلَّ أن يُمثَّل بشيء من مخلوقاته، أو يُحاط به، بل هو المحيطُ بمبتدعاته، لا تَصَوَّرُهُ الأوهام، ولا تُقلُّه الأجرامُ، ولا تَعقل كُنْهَ ذاته البصائر ولا الأفهام.

الحمدُ لله مؤيِّد الحقِّ وناصره، ودافعِ الباطل وكاسره، ومُعزِّ الطائع وجابره، ومُذلِّ الباغي ودائره، الذي سَعِد بحضرة الاقتراب من قُدُسه مَن قام بأعباء الاتباع في بنائه وأُسِّه، وفاز بمحبوبيتِهِ في ميادين أُنسه مَنْ بذل ما يهواه في طلبه من قلبه وحسِّه، وتثَبَّت في مَهامِهِ الشكوك منتظرًا زوال لَبْسِهِ، سبحانه وبحمده وله المَثَلُ الأعلى، والنورُ الأتمُّ الأجلى، والبرهان الظاهر في الشريعة المُثلى.

وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الذي شهدت بوحدانيته الفِطَرُ، وأسلم لربوبيته ذوو العقل والنظر، وظهرت أحكامه في الآي والسور، وتمَّ اقتداره في تنزُّل القَدَر.

وأشهد أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - عبدُه ورسولُه، الذي شهدت بنبوته الهواتفُ


(١) ساقه ابن عبد الهادي بتمامه في «العقود الدُّرية» (ص ٣٥٦ - ٣٨٧) وطبع مستقلًّا مرَّات.

<<  <   >  >>