للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صِدْقُ الأخْبار (١)

للمؤرِّخ حمزة بن أحمد الغَرْبي المعروف بابن سباط (٢) (٩٢٦)

وفي هذه السنة (٣) ثاني عشرين ذي القعدة توفي الشيخ الإمام العالم العامل الزاهد العابد الورع الخاشع القدوة العارف تقي الدين، أحمد ابن الشيخ الإمام العالم شهاب الدِّين عبد الحليم ابن الشيخ الإمام شيخ الإسلام مجد الدِّين أبي البركات عبد السلام بن عبد الله ابن تَيْمِيَّة الحراني الدمشقي بقلعة دمشق في القاعة التي كان محبوسًا بها، وغسّلوه وكفنوه وأخرجوه من القلعة، وصلى عليه بباب القلعة الشيخ محمد بن تمام، أتوا به إلى الجامع، وغُلِّق جميع الأسواق بدمشق، وامتلأ الجامعُ أكثر من يوم الجمعة، وحضروا (٤) الأمراء والحُجَّاب، وصلوا عليه صلاة الظهر، وحملوه (٥) الناس على رؤوسهم وأخرجوه من القلعة إلى باب الفرج، وبعض الناس من باب الفراديس، ومن باب النصر، ومن باب الجابية، وامتدَّ العالم إلى سوق الخيل إلى مقبرة الصوفية، ودفن إلى جانب قبر أخيه الشيخ شرف الدين، وانصرف الناس متأسِّفين عليه، وختموا على قبره الختمات.


(١) ٢/ ٦٤٦ - ٦٤٧ مطبعة جرس برس، بطرابُلُس ط. الأولى (١٤١٣) تحقيق د. عمر عبد السلام تدمري.
(٢) ويقال: أسباط، وقيل: شباط، انظر الأعلام: ٢/ ٢٧٦ ومقدمة تحقيق «تاريخه».
(٣) (٧٢٨).
(٤) على لغة أكلوني البراغيث.
(٥) كسابقه.

<<  <   >  >>