شيخنا الإمام بغير مراء تقي الدِّين أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية، الذي طبَّق ذكرهُ جميعَ الأقطار، وشاع علمُه في جميع الأمصار، فلذلك استغنينا عن التعريف بحاله.
رأيتُه بالقاهرة، وأجازني مشافهةً بها، وجئتُه لأوَدِّعَه، وسألتُه الوصيةَ والدعاءَ فقال لي: يا غلامُ، رُوِّيْنا في كتاب الترمذي بإسناد ثابت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لابن عباس:«يا غلام، إنّي أعلّمك كلماتٍ، احفظِ اللهَ يَحفَظْك، احفظ الله تَجِدْه تُجاهَك، إذا سألتَ فسَلِ اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعِنْ بالله، واعلم أن الأمّة لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلّا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يَضُرّوك بشيء لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك. رفعتِ الأقلامُ، وجفَّتِ الصحف».
هكذا ذكره من غير إسناد، ولم أروِ عنه حديثًا علّق إسناده غير هذا، وهو يرويه عن أبي الحسن بن البخاري سماعًا، أبنا ابن طبرزد، أبنا الكروخي، أبنا أبو الفتح الهروي، أبنا أبو عامر الأزدي وأبو نصر الترياقي وأبو بكر الغورجي قالوا: أبنا أبو محمد الجراحي، أبنا أبو العباس المحبوبي، أبنا الترمذي، نا أحمد بن محمد بن موسى، نا ابن المبارك، أنا ليث بن سعد وابن لهيعة عن قيس بن الحجاج. ح وثنا عبد الله بن عبد الرحمن، أنا أبو
(١) (ص ٧٣ - ٧٤) (نسخة الخزانة العامة بالرباط، وهي بخط المؤلِّف).