للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسالة من الشيخ أحمد بن محمد بن مُرِّي الحنبلي (بعد ٧٢٨) إلى تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية (١)

ولا [تنسَوا تقريراتِ] شيخِنا الحاذقِ الناقدِ [لمعا] ني قوله تبارك وتعالى في بيان الحِكم الأربع التي أودعها الله سبحانه في ضمن انكسار عَسْكَرِ الرسول في يوم أُحد، وهي قوله تعالى: {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (١٤٠) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: ١٤٠ - ١٤١].

فلا تُهملوا أمرَ الفكرة الصالحةِ، في هذه المعاني الشريفة وغيرها، ولا تجزعوا لما حَصَلَ، فَإنَّ اللهَ حَيٌّ لا يموتُ، وهو المتكفلُ سبحانه بنصرِ الدِّين وأهلِهِ، والمختبر لعبادِهِ فيما يَبْتليهم بِهِ، والخبير بجملةِ مصالحهم، والرؤوف بهم، والهادي لمن يشاء إلى صراط مستقيم، ولا يهلك على الله إلا هالك، والسعيد مَن قام بما عليه إلى حال وفاته. ومن أراد عظيم الأجر التام، ونصيحة الأنام، ونشر علم هذا الإمام، الذي اختطفه من بيننا محتوم الحِمام، ويَخشى دُروس كثيرٍ من علومِهِ المتفرقةِ الفائقةِ، مع تكررِ مرورِ اللَّيالي والأيام، فالطريقُ في حقِّه: هو الاجتهاد العظيم على كتابة مؤلفاته الصغار


(١). نشرها محمد حامد الفقي في «مجموعة رسائل علمية» (القاهرة ١٣٦٨ هـ، ص ١٤٧ - ١٥٤) بالاعتماد على نسخة بخط الشيخ جمال الدِّين القاسمي منقولة من نسخة منقولة من خط المؤلف، مخرومة من أولها مع محوٍ في أثنائها، استخرجها القاسمي من مجموع بديع، وقام بتصحيحها. ثم قابلناها على أصل القاسمي، فصحّت ولله الحمد. وما كان بين [] فهو بياض في الأصل.

<<  <   >  >>