للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقريظه للرّد الوافر لابن ناصر الدِّين (١)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إن أضوَع زهر تفتق عنه أكمام ألسن الأنام. وأبدعَ ذكرٍ يعبق منه طيب الأفهام، حمد من أجرى ماء التبيان في عود اللسان. لحمل ثمار المعاني والبيان، وكشف ضبابة الأوهام بشموس الحقائق، وأبان ما في القلوب بأقمار الدقائق، وأشرع أسنة الخواطر والأفكار، بأيدي أنوار البصائر والأبصار، إلى ثغر العلوم والأخبار، وأقلع عنا بنسائم ألطافه عجاجة الظنون والشكوك، ووقع لنا مناشير الصدق في السلوك، وأراحنا في ركوب أعناق الكلام، من العثرات والملام، وأزاحنا عن مقالات لا يُقال فيها العِثار، ومحالات يستحيل فيها الإعذار، اللهم صلِّ على صاحب الوحي والرسالة، المخلوق من طينة الفصاحة والبسالة، الَّذي أصعدته ذرى الملكوت وأعطيته الكتاب، وقرنت بطاعته ومعصيته الثواب والعقاب، محمد المصطفى المستأثر بالشفاعة يوم الحساب، وعلى آله الَّذين استأسدوا في رياض نبوته، وأصحابه الَّذين تقلدوا بسيوف النصرة في دعوته، وعلى علماء الأمة الَّذين استظهروا على صدمات الدهر وصولته بنزع ألسنتهم من تفويق سهام الطعن إلى أغراض العصبية، وإقلاع أسنة خوضهم في أعراض الأنفس الأبية، فلذلك صاروا أنجمًا للاهتداء، وبدورًا للاقتداء، فأجدر بهم أن يفوه لهم بمشايخ الإسلام، وأنصار شرائع خير الأنام.


(١) ملحق بآخر «الرد الوافي» طبعة المكتب الإسلامي. ونشر هذا التقريظ لأول مرة على هامش «جلاء العينين» (ط. بولاق ١٢٩٨) (ص ١٠٩ - ١٢٣).

<<  <   >  >>