للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المَنْهج الأحمد في ذكر أصحاب الإمام أحمد (١)

أحمدُ بن عبد الحليم بن عبد السَّلام بن أبي محمد عبد الله بن أبي القاسم الخَضِر بن محمد بن الخَضِر بن علي بن عبد الله بن تَيْمِيَّة الحَرَّاني.

نزيلُ دمشقَ، الشَّيخ الإمام العالم المحقّق الحافظ المجتهد المحدِّث المفسّر القُدوة الزّاهد، نادرة العصر، شيخ الإسلام، قدوة الأنام، علّامة الزمان، تقي الدِّين أبو العَبَّاس ابن الشَّيخ شهاب الدِّين أبي المحاسن ابن شيخ الإسلام مجد الدِّين أبي البركات صاحب التَّصانيف الَّتي لم يسبق إلى مثلها، وشهرته تغني عن الإطناب في ذِكره والإسهاب في أمره.

ولد يوم الاثنين عاشر ربيع الأوَّل سنة إحدى وستين وست مئة بحران، وقدم مع والده وأهله إلى دمشق وهو صغير، وكانوا قد خرجوا من حَرَّان مُهَاجِرين بسبب جَوْر التَّتار واستيلائهم على البلاد، فساروا باللَّيل ومعهم الكتب على عجلةٍ لعدم الدَّواب؛ فكاد العدو يلحقهم، ووقفتِ العجلة، وابتهلوا إلى الله تعالى واستغاثوا به، فَنَجَوا وسَلِموا، وقدموا دمشق في أثناء سنة سبع وستين وست مئة.

فسمع الشَّيخ بها من جماعة منهم: الشيخ شمس الدِّين بن أبي عمر وخلق كثير، وعني بالحديث، وسمع «المُسْنَد» مرّات، و «الكتب السِّتَّة»، و «معجم الطَّبرانيّ الكبير» وما لا يُحصى من الكتب والأجزاء. وقرأ بنفسه، وكتب بخطّه جملةً من الأجزاء، وأقبل على العلوم في صغره، فأخذ الفقه


(١) (٥/ ٢٤ - ٤٤) مؤسسة الرسالة، (ط، ١ - ١٤١٦).

<<  <   >  >>