للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسالة في مناقب ابن تَيْمِيَّة والدفاع عنه (١)

للعلّامة الشاه وليّ الله الدِّهلوي (١١٧٦)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله مُفيضِ النِّعَم وملهمِ الحِكمِ، وصلى الله على سيدنا محمد سيد العرب والعجم، وعلى آله وصحبه عَوالي الهمم.

أما بعد، فيقول الفقير ولي الله بن عبد الرحيم عاملهما الله تعالى بفضله الجسيم: وردتْ رقيمة كريمة من مخدوم مكرم، لا زال مُعينًا للحق والدين، في الفحص عن حال الشَّيخ تقي الدِّين أحمد بن تَيْمِيَّة عامله الله تعالى بفضله، وأي شيء ينبغي أنْ يعتقده فيه، فوجب الائتمار بأمره، وإن كنت بمعزل عن مثل ذلك.

والذي أعتقده أنا وأحبّ أنْ يعتقده جميع المسلمين في علماء الإسلام حملةِ الكتاب والسنة والفقه، الذابين عن عقيدة أهل السنة والحديث، أنهم عدول بتعديل النَّبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: «يحمل هذا الدِّين من كل طبقة عدوله» (٢). وإن كَانَ بعضهم تكلّم بما لا يرتضيه هذا المعتقد، إذا كَانَ قوله غير مردود بنص الكتاب والسنة والإجماع، وكان قوله ذلك محتملًا، وكان مجال ومساغ للخوض فيه، سواء كَانَ قوله ذلك في أصول الدين، أو في المباحث الفقهية، أو في الحقائق الوجدانية.


(١) طبعت قديمًا، ثم نشرها الشيخ الفوجياني في المكتبة السلفية بلاهور.
(٢) لفظ الحديث: «يحمل هذا العلم من كل خلفٍ عدولُه ... ».

<<  <   >  >>