للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نِهَايةُ الأرَبِ في فنون الأدبِ (١)

للعلامة شهاب الدِّين أحمد بن عبد الوهَّاب النُّوَيري (٧٣٣)

ذكر توجه العساكر الشامية إلى بلاد الكسروان (٢)

وإبادة من بها وتمهيدها

كان أهل جبال الكسروان قد كثروا وطَغَوا واشتدت شوكتهم، وتطرقوا إلى أذى العسكر الناصري عند انهزامه في سنة تسع وتسعين وست مئة، وتراخى الأمر وتمادى وحصل إغفال أمرهم فزاد طُغْيَانُهم وأظهروا الخروج من الطاعة، واغتَرُّوا بِجبالِهِم المنيعة، وجموعهم الكثيرة، وأنه لا يمكن الوصول إليهم، فجُهِّز إليهم الشريف زين الدِّين ابن عدلان، ثم توجه بعده في ذي الحجة سنة أربع وسبع مئة الشيخ تقي الدِّين ابن تَيْمِيَّة، والأمير بهاء الدِّين قراقوش الظاهري، وتحدثا معهم في الرجوع إلى الطاعة فما أجابوا إلى ذلك، فعند ذلك رسم بتجريد العساكر إليهم من كل جهةٍ ومملكةٍ من الممالك الشامية، وتوجه نائب السلطنة الأمير جمال الدِّين آقوش الأفرم من دمشق بسائر الجيوش في يوم الاثنين ثاني المحرم وجمع جمعًا كثيرًا من الرجال، فيقال: إنه اجتمع من الرجالة نحو خمسين ألفًا، وتوجهوا إلى جبال الكسروانيين والجرديين وتوجه الأمير سيف الدِّين أسندَمُر بعسكر الفتوحات من الجهة التي تلي بلاد طرابلس.

وكان قد نُسِب إلى مُبَاطَنَتِهم،


(١). (٣٢/ ٩٧ - ١١٨، ٣٣/ ٢١١ - ٢١٣، ٢٦٥ - ٢٦٦، ٢٧٦ - ٢٧٧) نشر دار الكتب المصرية بالقاهرة، ط. الأولى ١٩٩٨، تحقيق د. فهيم شلتوت.
(٢). وهي جبال تتصل بسلسلة جبال لبنان، وتسكنها طائفة الدروز.

<<  <   >  >>