للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبْجَدُ العُلُوم (١)

شيخ الإسلام تقي الدِّين أبو العَبَّاس، أحمد بن المفتي شهاب الدِّين عبد الحليم بن شيخ الإسلام مجد الدِّين أبي البركات عبد السَّلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن تَيْمِيَّة الحَرَّاني الحنبلي.

مولده ــ رحمه الله ورحمنا به (٢) ــ بحرّان يوم الاثنين عاشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وست مئة، هاجر والده به وبإخوته إلى الشَّام من جَورْ التتر، وعُني الشَّيخ تقي الدِّين بالحديث، ونسخ جملةً، وتعلّم الخط والحساب في المكتب، وحفظ القرآن، ثمَّ أقبل على الفقه، وقرأ أيامًا في العربية على ابن عبد القوي، ثمَّ فهمها، وأخذ يتأمَّل كتاب سيبويه حتَّى فهمه، وبرع في النحو، وأقبل على التّفسير إقبالًا كلِّيًّا حتَّى سبق فيه، وأحكم أُصول الفقه، كل هذا وهو ابن بضع عشرة سنة، فانبهر الفضلاء من فرط ذكائه، وسيلان ذهنه وقوة حافظته وإدراكه، ونشأ في تصوُّن تامٍّ، وعفاف وتعبُّد، واقتصاد في الملبس والمأْكل.

وكان يحضر المدارس والمحافل في صغره، فيناظر ويفحم الكبار ويأتي بما يتحيّرون منه، وأفتى وله أقل من تسع عشرة سنة، وشرع في الجمع والتأليف، ومات والده وله إحدى وعشرون سنة، وبعُدَ صيته في العالم فطبَّق ذكره الآفاق وأخذ في تفسير الكتاب العزيز أيام الجُمَع على كرسي من حفظه


(١) (٣/ ١٣٠ - ١٣٨) وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق ١٣٩٨، بعناية عبد الجبار زكَّار.
(٢) كذا في الأصل، وهو من التوسل الممنوع.

<<  <   >  >>