للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: وفي بُكرة يومِ الجمعةِ المذكور دار الشيخ تقي الدِّين ابن تيميَّة بدمشق على ما جُدِّدَ من الخَمَّاراتِ، فَبدَّدَ الخمور، وكسر الجرار، وشقَّ الظُّروف، وعزَّر الخمَّارين هو وجماعتُه، أثابه الله تعالى.

ولازم الناس في هذه الليالي المبيت على الأسوار، ثم أظهروا عُددًا حسنة وتجمُّلًا. وكان الشيخ تقي الدِّين وأصحابه يمشون على الناس، ويَقرأ الشيخُ عليهم سُوَر القتال وآيات الجهاد، وأحاديث الغزو والرِّباط والحَرَس، ويحثّهم (١) على ذلك ويحرِّضهم. (١/ ٣٠٢)

(سنة ٧٠٢)

قال: وفيها في جمادى الأولى وقع بيد نائب السلطنة بدمشق كتابٌ إليه، له صورة نصيحة في حقه على لسان قُطُز ــ من مماليك الأمير سيف الدِّين قَبْجَق ــ وفيه: أن الشيخ تقي الدِّين ابن تيمية والقاضي شمس الدِّين ابن الحريري يكاتبان قَبْجَق ويختارانه لنيابة المُلك، ويعملان على الأمير، وأن كمال الدِّين ابن العطار وكمال الدِّين ابن الزَّملْكاني كاتبَي الدَّرَج يطالعان بأخبار الأمير، وأن جماعةً من الأمراء معهم في هذه القضية، حتى ذكروا جماعة من مماليك الأمير وخواصّه، وأدخلوهم في ذلك، وذكروا عنهم غير ذلك.

فلما قرأ الأمير هذا الكتاب وفهمه عَرَف بطلانه، وأسرّه إلى بعض الكتّاب، وطلب التعريف بمن نقله، فاجتهدوا في ذلك، حتى وقع الخاطر والحَدْسُ على


(١) في بعض النسخ: «ويحدثهم». وهي التي أثبتها محقق الكتاب، وما أثبتها من غيرها، وهو أصح.

<<  <   >  >>