للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأصحابه بكرة النهار والناس يُهنّئونهم ويصافحونهم، وخرج خلق وجمع كثير من البلد إلى مكان الوقعة لأجل الفُرْجة والعيان والمكاسب، ووصل نائب الشام والعسكر الشامي معه وتوجهوا إلى جهة المرج، ونودي: أن لا يبيت بالبلد منهم أحد، ومن بات شُنِق وسبب ذلك الإسراع خلف المنهزمين، ونودي: من أراد الكسب والغزاة فليخرج إلى الثنية فإن هناك طائفة منهم. (٢/ ٦٩٥ - ٦٩٦)

قال: وفيها (سنة ٧٠٢)، توفي الشيخ المحدِّث الفقيه نجم الدِّين موسى بن إبراهيم بن يحيى الشَّقْراوي الحنبلي بقاسيون ودفن به من الغد، وكان فاضلًا، سمع على الحافظ ضياء الدين، وعلى جماعة كثيرة، واشتغل كثيرًا بالفضائل، وله نظم حسن، فمنه ما مدح به شيخَنا العلامة تقيَّ الدِّين أبا العباس أحمد ابن تيمية الحراني، رحمه الله تعالى قوله:

إن بَني المجد (١) أهلُ بيتٍ ... لله في بيتهم عنايه

ما زال في بيتهم إمامٌ ... يقول بالعدل في الولايه

فأحمدٌ أحمدٌ مقامًا ... في العلم والفضل والدِّرايه

فخذ علوم الحديث نصًّا (٢) ... تُسْنَد بالنقل والروايه

فهو إمامٌ لكل فضلٍ ... يحوطه الله بالكلايه

(٢/ ٧٣٤ - ٧٣٥)


(١) تحرفت إلى «المجاهد». والمجد هو مجد الدِّين أبو البركات جد شيخ الإسلام ابن تيمية.
(٢) (ط): «نصبًا» ولعله ما أثبت.

<<  <   >  >>