تقيَّ الدِّين ابن تيمية يتكلم في حقِّ المشايخ، وقال: إنه لا يُستغاث بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وسألوا أن يُعقد لهم وله مجلس، فرُدَّ الأمرُ في ذلك إلى عند قاضي القضاة بدر الدِّين ابن جماعة الشافعي، ففوَّضَه إلى القاضي نور الدِّين المالكي الزواوي، فاقتضى الحال تسفيره إلى الشام، فسافر مع البريد، ثم رُدَّ (١) وحُبس بحبس الحاكم في ثامن عشر شوال، عامله الله بلطفه. (٢/ ١١٧٤ - ١١٧٥)
قال: وفيها ... توفي الصاحب الكبير الصدر العالم الكامل الأوحد تاج الدِّين محمد بن الصاحب فخر الدِّين محمد بن الصاحب الكبير الوزير بهاء الدِّين علي بن محمد بن سليم المصري ... المعروف بابن حِنَّا رحمه الله تعالى ... وصلى عليه الشيخ أخو المرجاني أولًا، وثاني مرة الشيخ تقيّ الدِّين ابن تيمية، وكانت جنازته مشهودة. (٢/ ١١٨٣ - ١١٨٤)
(سنة ٧٠٩)
قال: وفيها في سَلْخ صفر سَفَّروا الشيخ تقيَّ الدِّين ابن تيمية من القاهرة إلى الإسكندرية مع أمير مقدّم، ولم يمكَّن أحدٌ من جماعته السفرَ معه، ووصل خبره إلى دمشق بعد عشرة أيام، وكان توجهه من القاهرة ليلة الجمعة، ووصوله إلى الإسكندرية يوم الأحد، دخل من باب الخوخة إلى دار السلطان، ونُقل ليلًا إلى بُرجٍ في شرقيِّ البلد. (٢/ ١٢٤٤)
قال: وفي ثامن شوال، طُلب الشيخ تقي الدِّين ابن تيمية من الإسكندرية فوصل إلى القاهرة ثامن عَشْرِه واجتمع بالسلطان في يوم الجمعة رابع عِشْريه، وأكرمه وتلقَّاه في مجلس حفل فيه قضاة المصريين والشاميين
(١) الذي سعى في ردّه هو القاضي ابن مخلوف المالكي. انظر ما سيأتي (ص ٦٥١).