للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشدائد تزول، والخيرات تغتنم، فاكتبوا ما عنده وليكتب ما عندكم.

وأنا استودع الله دينَه وما عنده، وأوصيه بالصبر أيضًا وبمعاملة اللهِ سبحانه فيما هو فيه، وإن قصَّر الإخوان في حقه (١)، وليطلب نصيبَهُ من الله تعالى متكلًا عليه في تحرير (٢) المضمون، ومُجْمِلًا في الطلب، لأن ما قُسِم له لابد أن [يكون].

وإنَّ مما أحثّ هممكم الصالحة عليه: تحصيل كراريس [«الرد على عقائد] الفلاسفة» فإنه ليس في الوجود بهذا المؤلف نسخة [كاملة] غير النسخة التي بخطي، وكانت في الخرستان (٣) الشمالي من مدرسة شيخنا، وأخبرني الشيخ شرف الدين (٤) ــ رحمه الله تعالى ــ أنه أودع المجموع في مكان حريز، وقد شحَّ عليّ بإنفاذ هذه الكراريس وقتَ الذهاب من الشام، ولا قوة إلا بالله، والكراس الرابع منها أخذه أبو عبد الله من يدي وهو عنده، ونسخة الأصل التي بخط الشيخ هي في القطع الكبير، وكانت هناك أيضًا، وقد بقي من آخر نسختي أقل من ورقة، فأوصِلوا ذلك إلى أبي عبد الله، ليُكمل النسخة إلى عند قوله: «فهذا باب، وذاك باب، والله أعلم بالصواب».


(١). توفي ابن رُشيِّق وبقي عليه دَين (كما في البداية والنهاية ١٤/ ٢٢٩). وهذا يدل على تقصير الإخوان في حقه، وأنه كان يعاني من شظف العيش ومرارة الحياة بسبب قلة المال لديه. ولذا حثَّ الشيخُ ابن مرّي زملاءه على مساعدته.
(٢). المطبوع: «رزقه».
(٣). الخرستان: الخزانة أو الحجرة الصغيرة. «تكملة المعاجم» (٤/ ٥٥).
(٤). الشيخ شرف الدِّين ــ أخو تقيّ الدِّين ابن تيمية عبدُ الله بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن أبي القاسم بن الخضر بن محمد بن تيمية الحراني. (ت ٧٢٧ هـ). «المعجم المختص» (ص ١٢١ - ١٢٢)، و «شذرات الذهب» (٦/ ٧٦ - ٧٧).

<<  <   >  >>