للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والصالحين صلى الله عليهم أجمعين.

واتفق أن الشمس محمد إمام الجوزية (١) سافر إلى القدس الشريف ورَقَا في الحرم على منبر ووعظ، وفي أثناء وعظه ذكر هذه المسألة، وقال: ها أنا هاهنا أرجع ولا أزور الخليل إساءة أدب عليه - صلى الله عليه وسلم -. وجاء إلى نابلس وعُمِل له مجلس وعظ وذكر المسألة بعينها حتى أنه قال: ولا يزار قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا مسجده، فقاموا (٢) عليه الناس، فحماه منهم والي نابلس سيف الدِّين بهادر، وكتبوا أهل القدس ونابلس إلى دمشق يعرفوهم (٣) صورة ما وقع منه، فطلبه القاضي المالكي، فتودد منه وطلع إلى الصالحية إلى القاضي الحنبلي وتاب على يديه وأسلم، فقبل توبته وحكم بإسلامه وحَقْن دمه ولم يعزره لأجل الشيخ. فحينئذ قامت الفقهاء الشافعية والمالكية وكتبوا فتيا في الشيخ تقي الدِّين بن تيمية لكون أنه هو أول من تكلم بهذه المسألة وغيرها، فكتب عليها الشيخ الإمام برهان الدِّين (أبي (٤) إسحاق إبراهيم بن الشيخ تاج الدِّين عبد الرحمن الفزاري الشافعي) (٥) نحو أربعين سطرًا بأشياء كثيرة أنه يقولها ويفتي بها، وآخر الكلام أفتى بتكفيره، ووافقه شهاب الدِّين بن جهبل الشافعي وكتب تحت خطه، وكذلك الصدر المالكي، وغيرهم، وحملت الفتيا إلى نائب السلطنة، فأراد أن يُعقد لهم مجلس ويُجمع القضاة


(١). انظر عن المدرسة الجوزية: الدارس ٢/ ٢٣، ومنادمة الأطلال ٢٢٧.
(٢). كذا، والصواب: «فقام».
(٣). الصواب: «يعرفونهم».
(٤). كذا، والصواب: «أبو».
(٥). ما بين القوسين عن الهامش.

<<  <   >  >>