للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان كثير الذكر والصوم والصلاة والعبادة، ومن ذكره كان دائمًا يقول: ياحي ياقيوم، برحمتك أستغيث، لا إله إلا أنت ياذا الجلال والإكرام، ثم يشخص إلى السماء حتى يغيب بكليته. وكان من غرائب الزمان وعجائبه.

عاش سبع وستون (١) سنة وثمانية أشهر وتسعة أيام، وخرج من بطن أمه يوم الاثنين وحبس الآن يوم الاثنين سادس شعبان سنة ست وعشرين وسبعمائة، فيكون مدة اعتقاله سنتين وثلاث (٢) شهور وخمس عشرة (٣) يومًا، وبينه وبين أخيه الشيخ شرف الدِّين عبد الله سنة وستة أشهر وأربعة أيام، لأنه توفي في الرابع عشر من جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وسبعمائة، رحمهم الله تعالى وإيانا والمسلمين أجمعين.

(شيخ الإسلام، ومفتي الأنام، حافظ وقته، ومحدث زمنه، له اليد العالية في العلوم، صالحًا زاهدًا ورعًا متقشفًا متقيًا (٤)، قائم بالحق آمر بالمعروف، ناه عن المنكر، لا تأخذه في الله لومة لائم. [له] الفتاوى المشهورة والتصانيف المذكورة. لم يكن في وقته أحفظ منه، ولا لنقل في التفسير وأقوال العلماء فيه، ولا في الحديث واختلاف الصحابة منه، ولا في الفقه واختلاف الفقهاء منه) (٥).

* * * *


(١). الصواب: «سبعًا وستين».
(٢). الصواب: «وثلاثة».
(٣). الصواب: «وخمسة عشر».
(٤). الصواب: «صالح زاهد ورع متقشف متق».
(٥). ما بين القوسين كُتب على هامش الصفحة ١٢٨ من المخطوط.

<<  <   >  >>