للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جمادى الأولى وصل الشيخ تقي الدِّين المذكور إلى دمشق على البريد بعد أن أقام بقلعة القاهرة ثمانية أيام وتكلم مع السلطان والنائب والوزير والأمراء الأكابر أهل الحل والعقد في أمر الجهاد وكسر هذا العدو المخذول وقهره والظفر به وإصلاح أمر الجند وتقوية ضعائفهم، والنظر في أرزاقهم، والعدل في ذلك، وأمرهم بإنفاق فضول أموالهم في هذا الوجه، وتلا عليهم آية الكنز، وقوله تعالى: {مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ} الآيات [التوبة: ٣٨]، وكان خروجه من ديار مصر في يوم الثلاثاء التاسع عشر من جمادى الأولى. (ص ١٣٤).

وفي جمادى الأولى (سنة ٧٠٢) وقع بيد نائب السلطنة الأمير جمال الدِّين الأفرم كتاب إليه صورة نصيحة على لسان قطز من مماليك الأمير سيف الدِّين قبجق، وفيه أن الشيخ تقي الدِّين ابن تيمية، والقاضي شمس الدِّين ابن الحريري يكاتبان قبجق ويختارانه لنيابة الملك ويعملان على الأمر، وأن الصدر كمال الدِّين ابن العطار والشيخ كمال الدِّين ابن الزملكاني يطالعان بأخبار الأمير وأن جماعةً من الأمراء معهم في هذه القضية، وذكروا جماعة من مماليك الأمير وخواصه، وأدخلوهم في ذلك، فلما قرأ الأمير هذا الكتاب وفهمه علم بطلانه وأسرَّه إلى بعض الكتاب وطلب التعريف بمن فعله، فاجتهد في ذلك حتى وقع الخاطر والحدس على فقير يعرف باليعفوري ممن كان نُسب قبل ذلك إلى فضول وتزوير فمُسك، فوجد معه مسوَّدة بالكتاب المذكور بعينه فضرب فأقر على شخص آخر يعرف بأحمد القباري كان أيضًا قد نسب إليه زور ودخول فيما لا يعنيه، فضرب الآخر فاعترف وعين جماعة من الأكابر أشاروا عليهما بذلك، وكان

<<  <   >  >>