للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خصَّه الله مع هذه المزايا بكرمٍ يستقلّ الدّنيا لوافده ويستنزرُ الكبريت الأحمر لقاصده، مع أمرٍ بالمعروف، وإغاثة للملهوف، واتِّباعٍ لسنن الصَّحابة، واقتفاءٍ لآثار أُولي الإنابة، ما ورث العلم عن كلالة، بل بيتُه لأهِلَّة العلوم هالة.

ونقل الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذَّهبي الدِّمشقي أنَّ مصنَّفاته تُنِيْفُ على خمس مئة مجلَّد.

ولد سنة ستين (١) وست مئة بحرَّان، وتوفي سنة ثمان وعشرين وسبع مئة بدمشق بقلعتها، لأمور جرت بينه وبين علماء عصره وعُقدت له مجالس فيما يتعلَّق بمسائل عديدة أُصولية وفروعيَّة، واستقرّ آخر الأمر على أن يُبنى له في القلعة مكان ويُمنع منه من أراد الوصول إليه، وأقبل بعد ذلك على التَّصنيف والإكثار منه، يُقال: إنَّه وضع تفسيرًا مطوَّلًا أتى فيه بالغريب والعجيب.

ولقد سبقه من قبله الإمام أبو محمد علي بن حزم فيما اتفق له حذو القذَّة بالقذَّة، عفا الله عن الجميع، وغفر لهم، إنَّه وليُّ الإجابة.

* * * *


(١) الصواب: إحدى وستين.

<<  <   >  >>