للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مقبرة الصوفيَّة فدُفِن بها قريبًا من وقت العصر؛ لازدحام النَّاس عليه.

ومولده بحرَّان في يوم الاثنين عاشر ربيع الأوَّل سنة إحدى وستين وست مئة، وقدم مع والده في حال صِغر سنّه، واشتغل عليه وسمع من جماعة من المشايخ، وكان شيخًا حافظًا، ذكي الفطرة، حسن البديهة، وله تصانيف كثيرة منها ما ظهر، ومنها ما لم يظهر. وله مظهر بالعلوم، وشهرة بها يُسْتغنى بها عن بسط القول.

سمعت من لفظ الشَّيخ الإمامة العلامة ركن الدِّين محمد بن القويع قال: «مات ابن تَيْميَّة ولم يترك على ظهر الأرض مثله». وحسبك بهذا القول من هذا الإمام، قالوا (١): وكان علمه أرجح من عقله!

وقد تقدَّم من أخباره ووقائعه ما يُغني عن الإعادة والإطالة، وكانت مدّة اعتقاله من يوم الاثنين سادس شعبان سنة ستٍ وعشرين وسبع مئة، وإلى حين وفاته: سنتين وثلاثة أشهر وأربعة عشر يومًا ــ رحمه الله تعالى ــ.

ولما توفي أُفرج عن أخيه الشَّيخ زين الدِّين عبد الرَّحمن يوم الأحد سادس عشرين ذي القعدة، وكان قد اعْتُقِل معه، فلما مات صار يخرج في كلِّ يوم من اعتقاله إلى تربة أخيه، ويقيم بها إلى عشية النَّهار فيعود إلى القلعة، ويبيت فيها، وكان النَّائب غائبًا في الصَّيد فلما عاد إلى دمشق أفرج عنه ــ رحمه الله تعالى ونفع به ــ.

* * * *


(١). قاله شمس الدِّين الجزري في تاريخه، وتبعه من بعده، وهو قول مرذول!

<<  <   >  >>