للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: وفي يوم الأربعاء منتصف شعبان أمر قاضي القضاة الشَّافعيّ بحبس جماعة من أصحاب الشَّيخ تقي الدِّين في سجن الحكم. وذلك بمرسوم نائب السلطنة وإذنه له، فيما تقتضيه الشريعة في أمرهم. وعزّر جماعة منهم على دوابّ، ونودي عليهم، ثمَّ أطلقوا. سوى شمس الدِّين محمد ابن قيّم الجوزية فإنه حُبس بالقلعة. وسكنت القضية. (١٤/ ١٢٧ - ١٢٨). (١٨/ ٢٦٧ - ٢٦٨).

وفي يوم الأربعاء عاشر ذي القعدة درّس بالحنبلية برهان الدِّين إبراهيم بن أحمد بن هلال الزرعي الحنبلي، بدلًا عن شيخ الإسلام ابن تَيْمِيَّة، وحضر عنده القاضي الشَّافعيّ وجماعة من الفقهاء وشق ذلك على كثير من أصحاب الشَّيخ تقي الدين، وكان ابن الخطير الحاجب قد دخل على الشَّيخ تقي الدِّين قبل هذا اليوم فاجتمع به وسأله عن أشياء بأمر نائب السلطنة. ثمَّ يوم الخميس دخل إليه القاضي جمال الدِّين بن جُمْلة وناصر الدِّين مشد الأوقاف، وسألاه عن مضمون قوله في مسألة الزيارة، فَكَتَب ذلك في دَرَجٍ وكتب تحته قاضي الشافعية بدمشق: قابلتُ الجوابَ عن هذا السؤال المكتوب على خط ابن تَيْمِيَّة فصح ... إلى أنْ قال: وإنما المَحَزُّ جعله زيارة قبر النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، وقبور الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم معصية بالإجماع مقطوعًا.

فانظر الآن هذا التحريف على شيخ الإسلام، فإنَّ جوابه على هذه المسألة ليس فيه منع من زيارة قبور الأنبياء والصالحين، وإنما فيه ذكر قولَين في شدّ الرحال والسفر إلى مجرد زيارة القبور، وزيارة القبور من غير شدِّ رحلٍ إليها مسألة، وشد الرحل لمجرد الزيارة مسألةٌ أخرى، والشيخ لم يمنع

<<  <   >  >>