للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال: سمعتُ أبا سهل بن زياد القطان يقول: سمعت ابن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: قولوا لأهل البدع: بيننا وبينكم الجنائز.

أنبأنا شيخنا الحافظ الكبير أبو بكر محمد بن عبد الله السعدي قال: أنشدنا الحافظ الكبير أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الذَّهبيّ لنفسه يرثي شيخ الإسلام أبا العَبَّاس ابن تَيْميَّة ــ رحمة الله تعالى عليه ــ:

يا موتُ خُذْ من أردت أو فدعِ ... مَحوتَ رسم العلومِ والورعِ

أخذت شيخ الإسلام وانفصمت ... عُرى التُّقى فاشتفى أُولو البِدَعِ

غيَّبت بحرًا مفسِّرًا جبلًا ... حبرًا تقيًّا مجانب الشبعِ

فإن يحدِّث فمسلم ثقة ... وإنْ يُناظر فصاحب «اللمعِ»

وإن يخض نحو سيبويه يَفُهْ (١) ... بكلِّ معنى في الفنِّ مخترعِ

وصار عالي الإسناد حافِظَهُ ... كشعبةٍ أو سعيد الضبعي

والفقه فيه فكان مجتهدًا ... وذا جهاد عارٍ من الجزعِ

وجوده الحاتمي مشتهر ... وزهده القادري في الطمعِ (٢)

أسكنه الله في الجنان ولا ... زال علِيًّا في أجمل الخِلَعَ

مع مالك والإمام أحمد والنـ ... ـعمان والشافعي والخِلَعِي (٣)

مضى ابن تيميةٍ وموعِدُه ... مع خصمه يومَ نفخةِ الفزع

* * * *


(١) في نسخة: يُفِد.
(٢) كذا، وفي «العقود»: «الطبع».
(٣) في العقود: «النخعي».

<<  <   >  >>