للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومولده في عاشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وست مئة بحرّان، وقدم مع والده إلى دمشق، ثمَّ أخذ العلوم من مشايخ كثيرةٍ، قال ابن كثير: ويوم مات غلق جميع أسواق دمشق، وامتلأ الجامع أكثر من يوم الجمعة، وحضر الأمراء والحجاب وحملوه على رؤوسهم، وخرجوا به من باب الفرج، وامتدّ إلى مقابر الصُّوفية، وختموا على قبره ختمات، وبات أصحابه على قبره لياليَ.

وكتب قاضي القضاة كمال الدِّين بن الزَّمْلَكاني على بعض مصنفاته:

ماذا يقول الواصفون له ... وصفاتُه جَلَّتْ عن الحَصْرِ

هو حُجَّةٌ للهِ قاهرةٌ ... هو بيننا أعجوبَةُ العَصْرِ

هو آيةٌ للخَلْقِ ظاهرةٌ ... أنوارُها أربتْ على الفَجْر

وفيه يقول العلَّامة أثير الدِّين أبو حيَّان من أبيات:

قامَ ابنُ تَيْمِيِّة في نَصْر شِرعَتِنَا ... مَقامَ سَيِّدِ تَيْمٍ إذْ عَصَتْ مُضَرُ

فأظهرَ الحقَّ إذ آثارُهُ دَرَسَتْ ... وأخمدَ الشَّرَّ إذ طارتْ له الشَّرَرُ

كُنّا نُحدَّث عن حَبْرٍ يجيءُ فهَا ... أنتَ الإمامُ الذي قد كان يُنتظر

ورثاه الإمام زين الدِّين عمر ابن الوردي بقصيدةٍ منها:

عثا في عِرضه قومٌ سِلاط ... لهم من نَثْر جوهره التقاطُ

تقي الدِّين أحمد خير حَبْر ... خُروق المعضلات به تُخاطُ

توفّي وهو محبوسٌ فريدٌ ... وليس له إلى الدُّنيا انبساطُ

ولو حضروه حين قَضَى لألفوا ... مَلائِكةَ النَّعيم به أحاطُوا

فيالله ماذا ضمَّ لحدٌ ... ويالله ما غطّى البَلَاطُ

<<  <   >  >>