للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومشيخة الشيوخ فلم يقبل شيئًا من ذلك، وامتُحِنَ وأوذي مرات وحبس بقلعة مصر والقاهرة وبالإسكندرية وبقلعة دمشق مرتين، وصنف التَّصانيف الحسنة الَّتي هي أشهر من أن تذكر، وأعرف من أن تنكر، وحدث بدمشق ومصر والثغر، وسمع منه خلق من الحفاط والأئمة من الحديث ومن تصانيفه، وخرَّج له ابن الواني أربعين حديثًا حدث بها، وقد أفرد له الحافظ أبو عبد الله بن عبد الهادي ترجمة في مجلَّدةٍ وكذلك أبو حفص البزار البغدادي في كراريس.

ومات بدمشق قي القلعة معتقلًا سحر ليلة الاثنين عشرين ذي الحجة أو ذي القَعْدة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة ثمَّ جُهِّز وأُخْرِجَ إلى جامع البلد وكان الجمع أعظم من جمع الجُمع، حُزِرَ الرجال بستين ألفًا وأكثر، والنساء بخمسة عشر ألفًا. صلى عليه أخوه زين الدِّين عبد الرَّحمن بسوق الخيل بعد خروج جنازته من باب الفرج، ودفن بمقابر الصوفية إلى جانب أخية الشرف وهو عبد الله ورُئِيَتْ له منامات حسنة.

* * * *

<<  <   >  >>