للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنَا الظَّلوم لنفسي وَهْيَ ظالمتي ... والخيرُ إن جاءَنا من عنده ياتي

لا أستطيع لنفسي جلبَ منفعةٍ ... ولا عَنِ النَّفس في دفع المَضَرَّاتِ

وليسَ لي دونَه مولى يدبِّرُني ... ولا شَفيعٌ إلى ربِّ البريّات

إلا بإذنٍ من الرَّحمن خالقنا ... إلى الشَّفيع كما قد جا في الآيات

ولستُ أملكُ شيئًا دونَهُ أبدًا ... ولا شريك أنَا في بعض ذرَّاتِ

ولا ظهيرَ لهُ كيما أُعاونُه ... كما يكونُ لأرْبَاب الولايَاتِ

والفَقْرُ لي وصفُ ذاتٍ لازمٌ أبَدًا ... كمَا الغِنَى أبَدًا وصفٌ له ذاتي

وهذهِ الحالُ حالُ الخلقِ أجمعِهِ ... وكلُّهم عنده عبد له آتي

فمن بَغَى مطلَبًا من دون خالقه ... فَهْوَ الجَهول الظَّلومُ المشرك العاتي

والحمدُ لله ملءَ الكون أجمعِهِ ... ما كان فيه وما من بعدِهِ ياتي

وهذه الأبيات متضمنة حسن اعتقاد وافتقار.

ذكر وفاته - رحمه الله -

مكث الشَّيخ في القلعة من شعبان سنة ست وعشرين إلى ذي القعدة سنة ثمانٍ وعشرين، ثمَّ مرض بضعةً وعشرين يومًا، ولم يعلم أكثر النَّاس بمرضه، ولم يفجأهم إلَّا موتُه، وكانت وفاته في سحر ليلة الاثنين عشري ذي االقعدة، سنة ثمانٍ وعشرين وسبع مئة. وذكره مؤذّن القلعة على منارة الجامع، وتكلَّم به الحرسُ على الأبرجة، فتسامع النَّاس بذلك، وبعضهم أُعلم به في منامه، وأصبح النَّاسُ، واجتمعوا حول القلعة حتَّى أهل الغوطة والمرج، ولم يطبخ أهل الأسواق شيئًا، ولا فتحوا كثيرًا من الدكاكين الَّتى من شأنها أن تفتح أوّل النّهار. وفتح باب القلعة وكان نائبُ السَّلطنة غائبًا عن البلد، فجاء الصَّاحبُ إلى نائب القلعة، فعزاه به، وجلس عنده، واجتمع عند الشَّيخ في القلعة خلق

<<  <   >  >>