لما رأينا تقيَّ الدِّين لاح لنا ... داعٍ إلى الله فردٌ ما له وَزَر
على محياه من سيما الأُولى صحبوا ... خير البرية نورٌ دونه القمر
حبر تسربل منه دهره حِبَرا ... بحر تقاذَف من أمواجه الدرر
قام ابن تيمية في نصر شِرْعتنا ... مقامَ سيّد تيمٍ إذ عصت مُضر
فأظهر الدِّين إذ آثاره درست ... وأخمد الشرَّ إذ طارت له شرر
يا من تحدث عن علم الكتاب أصِخ ... هذا الإمام الذي قد كان يُنتظر
وحكى الذهبي عن الشيخ تقي الدِّين ابن دقيق العيد قال له ـ عند اجتماعه به وسماعه لكلامه ـ: ما كنت أظن أن الله بقي يخلق مثلك.
وعن ابن الزَّمْلكاني: أنه سُئل عن الشيخ، فقال: لم نَر من خمس مئه سنة، أو أربع مئة سنة ـ الشك من الناقل. وغالب ظنه أنه قال: من خمسمائة سنة ـ: أحفظَ منه.
قال الفقيه الأديب العلامة زين الدِّين عمر ابن الوردي في «تاريخه»:
«تنقَّص مرة بعضُ الناس من ابن تيمية - رحمه الله - عند قاضي القضاة كمال الدِّين الزَّمْلكاني وهو بحلب وأنا حاضر، فقال كمال الدين: ومن يكون مثل الشيخ تقي الدِّين في زهده، وصبره، وشجاعته، وكرمه، وعلومه، والله لولا تعرّضه للسلف لزاحمهم بالمناكب» انتهى.
وكان القدوة أبو عبد الله محمد بن قوام يقول: ما أسلمت معارفنا إلا على يد ابن تيمية.
والشيخ عماد الدِّين الواسطي كان يعظمه جدًّا، وتَلْمذ له، مع أنه كان