سألتَ وفقك الله تعالى عن معنى حرف «لو» وكيف يتخرَّج قول عمر رضي الله تعالى عنه: «نعم العبد صُهيب، لو لم يَخَفِ اللهَ لم يعصه» على معناها المعروف.
وذكرت أن الناس يضطربون في ذلك، واقتضيت الجواب اقتضاء أوجب أن أكتب في ذلك ما حضرني الساعة، مع بعد عهدي بما بلغني ما قاله الناس في ذلك، وأنه لا يحضرني الساسعة ما أراجعه في ذلك فأقول ... اهـ بحروفه.
ثم ساق الإمام السيوطي آخر الجواب إلى نهايته، وأقرَّ المترجم على ترجمته فإن أردته فارجع إلى «الأشباه والنظائر»، فإن فيه جلاء الأبصار والبصائر (١).
وكتب الحافظ ابن سيد الناس: ألفيته ممن أدرك [من] العلوم حظًّا، وكاد يستوعب السنن والآثار حفظًا، إن تكلم في التفسير فهو حامل رايته، وإن أفتى في الفقه فهو مدرك غايته، أو بالحديث فهو صاحب علمه وذو روايته، أو حاضر بالملل والنحل لم ير أوسع من نحلته، ولا أرفع من درايته، برز في كل علم على أبناء جنسه، ولا رأت عينه مثل نفسه.
وقال ابن الوردي في تاريخه ــ وقد عاصره ورآه ــ: وكانت له خبرة تامة بالرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم، ومعرفة بفنون الحديث مع حفظه لمتونه الذي انفرد به، وهو عجيب في استحضاره واستخراج الحجج منه، وإليه المنتهى في عزوه إلى الكتب الستة والمسند، بحيث يصدق عليه أن
(١) وكذا المدقق ابن هشام في شرح الشذور، نقل عنه بعض الأقوال النحوية معبرًا عنه بالإمام العلامة، وكذا غيرهما ممن سُلِّمت له الإمامة.