للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالجناس هنا بين اسمين متماثلين في كل شيء هما السَّاعَةُ وساعَةٍ الأول بمعنى القيامة، والثاني بمعنى مطلق الوقت.

ومثله قوله تعالى: يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ. الْأَبْصارِ الأولى جمع «بصر» وهو حاسة الرؤية، والْأَبْصارِ الثانية جمع «بصر» وهو العلم، فأولو الأبصار: أصحاب العلم.

ومنه شعرا قول أبي نواس:

عباس عباس إذا احتدم الوغى ... والفضل فضل والربيع ربيع

ومنه قول المعري:

تقول أنت امرؤ جاف مغالطة ... فقلت: لا هوّمت أجفان أجفانا

فأجفان الأولى اسم، وهو جمع واحده جفن وهو غطاء العين، والثاني اسم تفضيل بمعنى أكثرنا جفاء. فالجناس بين متماثلين لفظا مختلفين معنى.

وقول البحتري:

إذا العين راحت وهي عين على الهوى ... فليس بسر ما تسر الأضالع

العين الأولى الباصرة، والثانية الجاسوس.

وقول أبي تمام:

إذا الخيل جابت قسطل الحرب صدعوا ... صدور العوالي في صدور الكتائب

فلفظ «الصدور» في هذا البيت واحد والمعنى مختلفه.

وقوله أيضا مادحا:

<<  <   >  >>