هو عز الدين علي بن الحسين الموصلي الشاعر المشهور، نزل دمشق وأقام بحلب مدة، وبرع في النظم، وجمع ديوان شعره في مجلد واحد.
وللموصلي بديعية مشهورة مطلعها:
براعة تستهل الدمع في العلم ... عبارة عن نداء المفرد العلم
وهي قصيدة نبوية في مائة وخمسة وأربعين بيتا، عارض بها بديعية الصفي الحلي، وزاد عليه الالتزام بأن يودع كل بيت اسم النوع البديعي بطريق التورية أو الاستخدام. مثال ذلك كلمة «براعة تستهل» في مطلع بديعيته السابق الذكر، فإنها تشير إلى «براعة الاستهلال»، أحد المحسنات البديعية.
وكأني بالموصلي أراد بذلك أن يظهر تفوقه على صفي الدين الذي لم يلتزم بإدخال أسماء المحسنات البديعية في نسيج الأبيات اكتفاء بالتعريف بها بالأمثلة من ناحية، وبذكر أسمائها أمام الأبيات أو بحذائها من ناحية أخرى.
وقد علق ابن حجة الحموي على بديعية الموصلي بقوله: «للشيخ عز الدين الموصلي قصيدة بديعية التزم فيها بتسمية النوع البديعي وورّى بها من جنس الغزل ليتميز بذلك على الشيخ صفي الدين الحلي، لأنه ما التزم في بديعيته بحمل هذا العبء الثقيل .... وربما رضي في الغالب بتسمية