للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صارت حنيفة أثلاثا فثلثهم ... من العبيد وثلث من موالينا

فهو بعد أن ذكر أنهم أقسام ثلاثة ذكر قسمين وسكت عن الثالث، فالقسمة هنا رديئة. قيل: إن جريرا أنشد هذا البيت ورجل من حنيفة حاضر، فقيل له: من أي قسم أنت؟ فقال: من الثلث الملغى ذكره!

ومن هذا النوع أيضا قول ابن القربة: «الناس ثلاثة: عاقل، وأحمق، وفاجر»، فإن القسمة هنا رديئة لعدم استيفاء أقسامها، لأن الفاجر يجوز أن يكون أحمق، ويجوز أن يكون عاقلا، والعاقل يجوز أن يكون فاجرا، وكذلك

الأحمق.

٢ - دخول أحد القسمين في الآخر، كقول أمية بن أبي الصلت:

لله نعمتنا تبارك ربنا ... ربّ الأنام ورب من يتأبّد

فالقسمة هنا فاسدة لأن «من يتأبد ويتوحش» داخل في «الأنام».

وكقول الآخر:

فما برحت تومي إليك بطرفها ... وتومض أحيانا إذا طرفها غفل

فالقسمان في البيت متداخلان لأن «تومي وتومض» واحد.

وكقول جميل:

لو كان في قلبي كقدر قلامة ... حبّا وصلتك أو أتتك رسائلي

فالبيت يوهم بالتقسيم، ولكنه ليس كذلك لأن إتيان الرسائل داخل في الوصل.

[الالتفات]

لعل الأصمعي «٢١٤ هـ» أول من ذكر «الالتفات»، فقد حكى عن

<<  <   >  >>