ذلك هو مدى التطور الذي تم لعلم البديع في القرن السابع الهجري على أيدي سبعة من أشهر رجاله هم: فخر الدين الرازي، والسكاكي، وضياء الدين ابن الأثير، والتيفاشي المغربي، وابن أبي الأصبع المصري، وعلي بن عثمان الأربلي، وبدر الدين بن مالك.
وإذا انتقلنا إلى القرن الثامن الهجري فإننا نلتقي بستة علماء كان لهم اهتمام بالبديع وفنونه، ومن هؤلاء من عرض للبديع في ثنايا درسه للبيان العربي بمفهومه العام، ومنهم من قصد قصدا إلى دراسة البديع لذاته في عمل مستقل.
[وفيما يلي نبذة عن كل عالم من أولئك العلماء توضح الجهد الذي بذله والمساهمة التي أسهم بها في دراسة علم البديع.]
[١ - يحيى بن حمزة]
هو يحيى بن حمزة العلوي اليمني المتوفى سنة ٣٤٩ للهجرة، وقد اشتهر بعلوم النحو والبلاغة وأصول الفقه، وله فيها مصنفات مختلفة، يهمنا منها كتابه المسمى «الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز» والذي يقع في ثلاثة أجزاء.
ففي مقدمة هذا الكتاب يقفنا يحيى بن حمزة على حقيقتين: الأولى أن من ألّفوا في البلاغة إما مطيل ممل وإما موجز مخل، والحقيقة الثانية أنه لم يطلع إلا على أربعة كتب مما كتبه البلاغيون قبله، وهذه هي:«المثل السائر» لا بن الأثير، وكتاب «التبيان في علم البيان» لعبد الواحد الزملكاني الدمشقي، وكتاب «نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز» للفخر الرازي، وكتاب «المصباح في المعاني والبيان والبديع» لبدر الدين بن مالك.
كذلك يعطي في المقدمة السبب الذي دعاه إلى تأليف كتابه، ومفاده