للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومنها قول أبي تمام:

مها الوحش إلا أن هاتا أوانس ... قنا الخط إلا أن تلك ذوابل (١)

فالموازنة تامة بين كل لفظة وما يقابلها في المصراعين ما عدا لفظتي «هاتا وتلك».

ومنها قول أبي تمام أيضا، والموازنة تامة بين جميع ألفاظ الشطر الأول وما يقابلها من ألفاظ الشطر الثاني:

فأحجم لما لم يجد فيك مطمعا ... وأقدم لما لم يجد عنك مهربا

ومن أمثلة الموازنة كذلك قول الشاعر:

صفوح صبور كريم رزين ... إذا ما العقول بدا طيشها

ففي الشطر الأول من البيت هنا موازنتان: الأولى «صفوح صبور» والثانية «كريم رزين» وقد تساوى اللفظان في كل موازنة وزنا واختلفا تقفية.

[التشريع]

التشريع، ويسمى التوشيح والتوأم، هو بناء البيت على قافيتين يصح المعنى عند الوقوف على كل منهما.

وتفصيل ذلك أن يبني الشاعر أبيات قصيدته على وزنين من أوزان الشعر وقافيتين. فإذا وقف من البيت على القافية الأولى كان شعرا مستقيما من وزن على عروض، وإذا أضاف إلى ذلك ما بني عليه شعره من القافية


(١) المها: جمع مهاة وهي هنا البقرة الوحشية، والخط، موضع تنسب إليه الرماح المستقيمة.
والشاعر يصف هنا الأوانس أو النساء بسعة العيون وطول القدود.

<<  <   >  >>