القسم من اللف والنشر لا يقتضي ترتيبا أو عدم ترتيب.
...
ومن بديع اللف والنشر وغريبه أن يذكر متعددان أو أكثر ثم يذكر في نشر واحد ما يكون لكل من أفراد كل من المتعددين، كقول القائل:
«الغنى والفقر والعلم والجهل بها تحيا الشعوب وبها تموت».
«فالغنى والفقر» لف أول، و «العلم والجهل» لفّ ثان، وقوله:«بها تحيا الشعوب وبها تموت» نشر ذكر فيه ما لكل
واحد من اللفين، لأن قوله:«بها تحيا الشعوب» نشر راجع للغنى من اللف الأول وللعلم من اللف الثاني. وقوله:«وبها تموت» نشر راجع للفقر في اللف الأول، وللجهل في اللف الثاني.
ولعنا بعد كل ما تقدم ندرك معنى تسمية هذا النوع من البديع المعنوي «باللف والنشر». فوجه تسمية المعنى المتعدد الأول على وجه التفصيل أو الإجمال باللف أنه انطوى فيه حكمه، لأنه اشتمل عليه من غير تصريح به، ثم لما صرح به في الثاني كان كأنه نشر لما كان مطويا، فلذلك سمي نشرا.
[مراعاة النظير]
ويسميه أصحاب البديع التناسب والائتلاف والتوفيق والمؤاخاة أيضا. وهو في الاصطلاح: أن يجمع الناظم أو الناشر أمرا وما يناسبه لا بالتضاد لتخرج المطابقة، سواء كانت المناسبة لفظا لمعنى أو لفظا للفظ أو معنى لمعنى، إذ المقصود جمع شيء إلى ما يناسبه من نوعه أو ما يلائمه من أي وجه من الوجوه.