أبعد بني أمي أسرّ بمقبل ... من العيش أو آسى على أثر مدبر؟
أولاك بنو خير وشر كليهما ... وأبناء معروف ألّم ومنكر
ومنه من الأقوال المأثورة:«غضب الجاهل في قوله، وغضب العاقل في فعله» و «كدر الجماعة خير من صفو الفرقة».
٢ - ومطابقة السلب: وهي ما لم يصرح فيها بإظهار الضدين، أو هي ما اختلف فيها الضدان إيجابا وسلبا، نحو قوله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ، فالمطابقة هنا هي في الجمع بين «يعلمون ولا يعلمون» وهي حاصلة بإيجاب العلم ونفيه، لأنهما ضدان.
ومن مطابقة السلب أيضا قول امرئ القيس:
جزعت ولم أجزع من البين مجزعا ... وعزّيت قلبي بالكواعب مولعا
فالمطابقة هي في الجمع بين «جزعت ولم أجزع» وهي حاصلة بإيجاب الجزع ونفيه.
ومن المستحسن في ذلك قول بعضهم:
خلقوا وما خلقوا لمكرمة ... فكأنهم خلقوا وما خلقوا
رزقوا وما رزقوا سماح يد ... فكأنهم رزقوا وما رزقوا
٣ - إيهام التضاد: وهو أن يوهم لفظ الضد أنه ضد مع أنه ليس بضد، كقول الشاعر:
يبدي وشاحا أبيضا من سيبه ... والجو قد لبس الوشاح الأغبرا
فإن «الأغبر» ليس بضد «الأبيض» وإنما يوهم بلفظه أنه ضد. ومثله قول دعبل الخزاعي: