للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وتحقيقا لنبوءة إرميا القائلة: "ويعبر أمم كثيرة في هذه المدينة ويقولون الواحد لصاحبه: لماذا فعل الرب مثل هذا لهذه المدينة العظيمة؟

فيقولون: من أجل أنهم تركوا عهد الرب إلههم وسجدوا لآلهة أخرى وعبدوها" (١).

ويحلل إرميا شخصيتهم بقوله: "ها إنكم متكلون على كلام الكذب الذي لاينفع. أتسرقون وتقتلون وتزنون وتحلفون كذبا وتنجرون للبعل وتسيرون وراء آله أخرى لم تعرفوها ثم تأتون وتقفون أمامي في هذا البيت الذي دعي باسمى عليه وتقولون قد أُنقِذنا. حتى تعملوا كل هذه الرجاسات هل صار هذا البيت الذي دُعِى بأسمي عليه مغارة لصوص في أعينكم" (٢).

ويؤكد المسيح عليه السلام شخصية بني إسرائيل المنحرفة بإقراره: "ودخل يسوع إلى هيكل الله وأخرج جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل، وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام. وقال لهم: مكتوب بيتى بيت الصلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص" (٣).

ولم يكد يمضي على فتنة باركوبيه جيل واحد حتى تمكن اليهود من إنشاء المجلس اليهودي القومي في مدينة طبرية وقوامه واحد وسبعون من العلماء. والأحبار المشرعين. إلا أن نهضة اليهود هذه انتكست يوم أن اعتنق الإمبراطور قنسطنطين المسيحية دينا وجعلها الدين الرسمي ومن ثم اضطهد اليهودية واليهود وفرض علهم قيوداً ومطالب جديدة وأغلق عليهم


(١) سفر أرميا ٢٢: ٨ - ٩.
(٢) سفر أرميا ٧: ٨ - ١١.
(٣) إنجيل متى ٢١: ١٢ - ١٣.

<<  <   >  >>