للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الفصل الأول

الطقوس اليهودية

ما إن استقر اليهود في دول أوربا وازداد عددهم ونمت قوتهم بعد طردهم من فلسطين في أول عهد المسيحية تحقيقا لنبوءة المسيح عليه السلام القائلة: "ومتى رأيتم أورشليم محاطة بجيوش حينذ اعلموا أنه قد أقرب خرابها. حينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال. والذين في وسطها فليفروا خارجا. والذين في الكور فلا يدخلوها. لأن هذه أيام انتقام ليتم كل ما هو مكتوب. وويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام لأنه يكون ضيق عظيم على الأرض وسخط على هذا الشعب ويقعون بفم السيف وُيسبَون إلى جميع الأمم وتكون أورشليم مدوسة من الأمم حتى تكمل أزمنة الأمم" (١). وفي عهد الإمبراطور تيطس العاهل الروماني تم تشتيت بني إسرائيل في أرجاء الإمبراطورية وتدمير الهيكل. وما إن انتشروا أذلاء في الأرض حتى أخذوا يطبقون مازعموه من تعاليم التوراة والتلمود.

وكانت حصيلة السلوك اليهودي المعبر عن الحقد والكراهية والإستعلاء والجشع والإجرام، أن أخذت شعوب أوربا تدافع عن نفسها أمام البلاء الذي كان يحصل عليها مع كل موجة من موجات الهجرة اليهودية.

ولا عجب فبالرغم من أن جميع شعوب الأرض أعطت اليهود فرصة للعيش كسائر الناس في البلاد التي يلجأون إليها، إلا أن اليهود لم يحسنوا الأمر، مما اضطر تلك الشعوب أن تفتك بهؤلاء اليهود بعد أن تبين لها الخطر الذي يرافق شعب اليهود ويهدد سكان البلاد الأصليين بالدمار الأخلاقي والاقتصادي والإجتماعي والسياسي.

وكانت الفترة من القرن الحادي عشر إلى التاسع عشر هي فترة الإنتفاضة


(١) سفر لوقا ٢١: ٢٠ - ٢٤.

<<  <   >  >>