عرضت أسفار اليهود لتأريخ العالم من يوم نشأته إلى قبيل بعثة المسيح فتكلمت بإجمال على خالق السماوات والأرض وخلق آدم وحواء وتأريخهما في الجنة وبعد هبوطهما منها وما حدث لنسلهما بعد ذلك. وقصة نوح والطوفان: وقصة أولاده الثلاثة سام وحام ويافث، وعرضت بشيء من التفصيل لتأريخ نسل سام، وهم الذين ينتمي إليهم بنو إسرائيل، وخاصة تأريخ إبراهيم وإسحق ويعقوب أو إسرائيل. ثم تناولت بتفصيل كبير تأريخ بني إسرائيل في مختلف مراحل حياتهم في مصر وسيناء و بعد استقرارهم في الأرض المقدسة، وتأريخ من تولى شئونهم الدينية والسياسية من قضاة وملوك ولاويين وأحبار وربانيين. ومن بعث فيهم من رسل وأنبياء، وعلاقاتهم بالشعوب الأخرى. وماجرى بينهم وبين هذه الشعوب من اشتباكات وحروب أو موادة ووفاق- وهلم جرا - وقد استغرق هذا القصص أكبر قسم من أسفار العهد القديم وقسما غير يسير من أسفار التلمود.
هذا وقد انتاب القصص في أسفار اليهود تحريف كبير عن الوضع الصحيح، ويبدو تحريفها هذا في مواطن كثيرة يرجع أهمها إلى مايلي:
١ - أن الذات العلية تبدو في أسفار توراتهم المزعومة، وبخاصة في القديم منها كسفر التكوين، وفي بعض أسفار التلمود، صورة مجسمة متصفة بكثير من صفات الحوادث، بل بكثير من صفات النقص وغير مختلفة اختلافا كبيرا عن الخلق في طبيعتها ومسلكها. على النحو الذي نتبينه في قصة آدم وحواء الواردة في سفر التكوين الإصحاح الثالث:"الرب إله غيور ومنتقم. الرب منتقم وذو سخط. الرب منتقم من مبغضيه وحافظ غضبه على أعدائه"(١).