كان الكتبة ورجال الدين المقيمون فى المعابد والمدارس الفلسطينية والبابلية هم الذين ألفوا أسفار الشريعة الضخمة المعروفة بالتلمود الفلسطيني والتلمود البابلي.
وكانوا يقولون إن موسى لم يترك فقط لشعبه شريعة مكتوبة تحتويها الأسفار الخمسة المسماة بالتوراة، بل ترك أيضا شريعة شفوية تلقاها التلاميذ عن المعلمين جيلا بعد جيل وأضافوا إليها زيادات وتنقيحات.
وكان أهم ما ثار حوله الجدل بين الفريسين والصدوقيين والفلسطينيين هو: هل هذه الشريعة الشفوية هي الأخرى من عند الله؟ فإن كان الأمر كذلك فهي واجبة الطاعة.
ولما أن زالت طبقة الصدوقيين بعد تشتت اليهود عام ٧٠ م خلا الموقف للفريسيين الذين سيطروا على الكيان الروحى لشعب إسرائيل وورث رجال الدين تقاليد الفريسيين ورواياتهم ? وقيل إيمانا وطاعة جميع اليهود المتمسكين بدينهم الشريعة الشفوية وآمنوا بها وكأنها أوامر من عند الله وأضافوها إلى أسفار موسى الخمسة، فتكونت من هذه وتلك التوراة والتلمود، أو الشريعة الموسوية التي استمسك بها اليهود وعاشوا بمقتضاها.
وفي هذا يقول المسيح عليه السلام: "يقترب إليَّ هذا الشعب بفمه