للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفي عهد إيليا أقام ميتا من الموت: "وبعد هذه الأمور مرض ابن المرأة صاحبة البيت واشتد مرضه جدا حتى لم تبق فيه نسمة فقالت لإيليا: "مالى ولك يا رجل الله. هل جئت إلي لتذكير إثمي وإماتة ابني" فقال لها: أعطيني ابنك. وأخذه من حضنها وصعد به إلى العلية التي كان مقيما بها وأضجعة على سريره وصرخ إلى الرب وقال: أيها الرب إلهي أأيضاً إلى الأرملة التي أنا نازل عندها قد أسأت بإماتتك ابنها؟ فتمدد على الولد ثلاث مرات وصرخ إلى الرب وقال: يارب إلهي لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه.

فسمع الرب لصوت إيليا، فرجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش، فاخذ إيليا الولد ونزل به من العلية إلى البيت ودفعه لأمه، وقال إيليا: انظري ابنك حي، فقالت المرأة لإيليا: هذا الوقت علمت أنك رجل الله وأن كلام الرب في فمك حق" (١).

[الحياة والشريعة]

ليس التلمود من التحف الفنية، ذلك بأن جمع أفكار ألف عام كاملة ووضعها في مجموعة مترابطة متناسقة عمل لا يقوى عليه حتى مائة حبر من الأحبار الصابرين، وما من شك في أن كثيراً من المقالات قد وضعت في غير موضعها من التلمود، وأن عدداً من الفصول قد وضع في غير المقالات التي يحب أن يوضع فيها وأن موضوعات تبدأ ثم تترك، ثم تبدأ من جديد على غير قاعدة موضوعة.

وليس كتابة التلمود ثمرة تفكير بل هي التفكير نفسه: فكل الآراء المختلفة قد دونت فيه، وكثيراً ما تترك النقط المتعارضة دون أن تحل أو تفسر، وكأننا قد اجتزنا خمسة عشر قرنا من الزمان كيما ننصت إلى نقاش


(١) سفر الملوك الأول ١٧: ١٧ - ٢٤.

<<  <   >  >>