للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

"فقلت: إلى متى أيها السيد؟ فقال: إلى أن تصير المدن خربة بلا ساكن والبيوت بلا إنسان وتخرب الأرض وتقفر. ويُبعد الرب الإنسان ويكثر الخراب في وسط الأرض. وإن بقي فيها عشر بعد فيعود ويصير للخراب" (١).

وفي عام ٤٢٥ م ألغى الإمبراطور ثيوديسيوس الثاني الحاخامية الفلسطينية، وحلت الكنائس المسيحية اليونانية محل المعابد والمدارس اليهودية، وتخلت فلسطين بعد فترة قصيرة في عام ٦١٤ م عن زعامة العالم اليهودي.

ونتيجة لما أصاب اليهود من اضطهاد عنيف من مسيحي الإمبرطورية الرومانية يمموا وجوههم نحو الشرق إلى أرض النهرين وإلى بلاد الفرس حيث وجدوا تعضيداً من العنصر اليهودي البابلي الذي لم ينعدم من تلك البلاد منذ الأسر البابلي الذي حدث في عام ٥٩٧ ق. م. وكانت وظائف الدولة محرمة على اليهود في بلاد الفرس أيضا. ولكن هذه الوظائف كانت محرمة كذلك على جميع الفرس ماعدا طبقة الأشراف ولذلك لم يكن هذا الحرمان ثقيلاً عليهم (٢).

[اليهود ينتشرون في الأرض]

قال هرتزل مؤسس الصهيونية: "من السخافة أن ننكر وجود مشكلة يهودية، فإنها موجودة حيثما توجد جماعة من اليهود. وإذا لم

توجد لايلبث أن يحملها إليها المهاجرون. إننا نهاجر إلى الجهات التي لانضطهد فيها، ولكن ظهورنا فيها يحمل على اضطهادنا".


(١) Jerome،Commentary on Isarael، VI، ١١ - ١٣. Baron Vol. I، ٢٦١.
(٢) Baron I، ٢٥٥.

<<  <   >  >>